لقد أدى التطور التقني في مجال البيوليوجيا الجزئية وعلم الوراثة إلى نشوء ما يسمى بالاستنساخ والذي يعد من الطرق الاستثنائية للتكاثر وقد أبدى علماء الوراثة اهتماماً لهذه التقنية وبدؤوا باستنساخ الكائنات الأولية وحيدات الخلية ونذكر منها البكتيريا والتي أدت لتطوير هذه الكائنات.
طرق الاستنساخ
يتم الاستنساخ بشكلين هما التشطير الجيني والنقل النووي
التشطير الجيني
تتميز هذه الطريقة بسهولة التطبيق والفعالية العالية حيث يتم تحفيز وإثارة الثدييات وتكوين جنين بالطرق الطبيعية ثم يتم في المختبر تقسيم صناعي للبيضة الملقحة قبل تمايز الخلايا وبالتالي الحصول على توائم متماثلة.
الاستنساخ بالنقل النووي
لقد أحدث استنساخ النعجة دوللي ثورة في عالم البيولوجيا الجزئية وتم هذا الاستنساخ بواسطة طريقة النقل النووي حيث يتم اجتزاء خلية من الكائن المراد استنساخه يليها نزع نواة تلك الخلية وزرع تلك النواة في بويضة غير مخصّبة منزوعة النواة لكائن آخر.
تعتبر البويضة العامل الأساس لنجاح الاستنساخ بهذه الطريقة لاحتوائها على الهيولى الغنية بالعناصر الضرورية التي تساهم في تأسيس النواة وبالتالي تشكيل خلية قادرة على الانقسام وتكوين كائن جديد.
بعد إتمام عملية اندماج الخلية منزوعة النواة مع النواة الجديدة يتكون لدينا جنين يبدأ بالانقسام والنمو في المختبر وعند وصوله إلى مرحلة البلاستوسيست يزرع في رحم أنثى لنحصل بعدها على كائن جديد.
أنواع الاستنساخ حسب الغاية منه
هناك نوعان للاستنساخ بحسب الهدف منه:
الاستنساخ التكاثري
اختلفت الآراء حول تطبيق تقنية الاستنساخ البشري بين موافق ومعارض حيث تستخدم هذه الطريقة للحصول على كائن بشري كامل مطابق وراثياً لكائن آخر.
يعد الحمض النووي المنقوص الأوكسجين والذي يسمى DNA العامل الأساس في هذه الطريقة ويتموضع على الكروموزومات الموجودة في الخلايا حيث يتم نزع نواة خلية واحدة بالغة وحقنها في بويضة منزوعة النواة واستخدام النبضات الكهربائية لاندماج الخلية بالنواة وبالتالي تكوين جنين قابل للنمو يوضع في المعمل لمدة أقصاها ثمانية أيام وعند وصوله لمرحلة الكيسة الأريمية يتم زرعه في رحم الأنثى الحاضنة.
في حال إتمام الحمل سيتكون طفل له مخزون وراثي أو ما يسمى DNA مطابق تماماً للبرنامج الوراثي للخلية الأساسية للمتبرع.
الاستنساخ العلاجي
إنّ أغراض الاستنساخ العلاجي هي أغراض علاجية لبعض الأمراض الخطيرة التي يعاني منها معطي الخلية الجسدية وهو طريقة للتكاثر الصناعي غير الجنسي فبعد أن يتم اندماج نواة الخلية الجسدية المأخوذة من الإنسان المراد استنساخه وبين بويضة من امرأة يتشكل جنين ويبقى في المختبر لمدة ثمانية أيام حيث يتم إتلاف الجنين بعد استخراج كتلته الخلوية الداخلية وبالتالي الحصول على الخلايا الجنينية الأساسية التي تتحول وتتمايز الى خلايا أنسجة متنوعة مثل خلايا الكبد والقلب تحل محل الخلايا المريضة للمعطي كونها تمتلك نفس البرنامج الوراثي .
يساعد الاستنساخ الوراثي في حل المشاكل والصعوبات الناتجة عن عملية زرع الأعضاء ففي كثير من الأوقات يرفض الجهاز المناعي للمتلقي الأعضاء الجديدة بسبب عدم الانسجام بينهما.
ينظر البعض إلى الاستنساخ بأنه معمل ينتج أطفالاً مستنسخين مشابه لمعامل إنتاج السيارات وغيرها وقد طالب بعض العلماء ورواد الهندسة الوراثية وباحثون وسياسيون ورجال تشريع وقانون بوجوب عدم تطبيق الاستنساخ البشري فقد يكون له أضرار نفسية وجسدية مجهولة التأثير على المجتمع والعلاقات الأسرية وقد يحدث ضرراً في الذخيرة الوراثية البشرية.
تضاربت الآراء حول إمكانية استنساخ البشر فالبعض يراه أمراً محتملاً من الناحية العلمية والبعض الآخر يراه غير ممكن بل ويذهب البعض لاعتباره جريمة ومخالفة أخلاقية فضلاً عن المخاطر التي تحيط به وقد كان نفوق النعجة دوللي بعد إصابتها بالشيخوخة المبكرة والتهاب المفاصل دليلاً حياً يثبت صحة هذه المخاطر.