عرفت السينما في انكلترا عند نشأتها الأولى باسم البايوسكوب أي كاشف الحياة ويعتبر الفرنسي لويس لوميير المخترع الأول للسينما حيث استطاع أن يصنع أول جهاز لالتقاط الصور السينمائية وعرضها وسجّل اختراعه في شباط عام1895 وكان ذلك في المقهى الكبير الواقع في شارع الكابوسين بباريس.
انطلقت السينما اعتماداً على مبدأ وهم الحركة إذ أن عرض عدة صور متلاحقة بدأت بست عشرة صورة في الثانية والآن تتجاوز 24 صورة في الثانية يخلق لدينا وهم الحركة لأن الصورة التي ترتسم على الشبكية لا تزول فوراً وهذه الخاصية في بصرنا تسمى الثبات الشبكي.
البداية الحقيقية
البداية الحقيقية كانت عبر رهان بين رائد التصوير الفوتوغرافي إدوارد ماي بريدج ومربي الخيول ليلاند ستانفورد في كاليفورنيا عام1872 وكان الرهان حول ما إذا كان الحصان يرفع جميع أرجله عن الأرض عندما يركض أم لا فصور بريدج الحصان في أوضاع مختلفة عند الجري بأن أحضر عشر كاميرات فوتوغرافية ووضعها في خط مستقيم وجعل بين كل كاميرا والأخرى مسافة قدم واحدة وجعل هناك حبلاً متصلاً بالمحرك الذي يفتح العدسة عندما يمر الحصان لتلتقط صورة من تلقاء نفسها وهكذا تمكن من الحصول على عشر صور متتابعة لأوضاع مختلفة وثبتت صحة نظرية ستانفورد الذي قال إن الحصان تكون حوافره الأربعة في لحظة من اللحظات وهو يركض بعيدة كلها عن الأرض.
وفيما بعد ثبت بريدج الصور العشرة على حافة قرص وجعل فتحة بمواجهة القرص بحيث لا يمكن رؤية صورة الجواد يعدو وفي عام1880 عرض هذه الصور على شاشة إلا أن ذلك لم يكن كافياً إذ يستغرق العمل جهداً كبيراً عبر استخدام عشر كاميرات لتخرج صورة متحركة واحدة لا تستغرق مدة عرضها سوى ثوان.
ونتيجة للجمع بين ثلاثة اختراعات هي الفانوس السحري واللعبة البصرية والتصوير الفوتوغرافي تمكن لويس وأوجست لوميير من اختراع أول جهاز يمكّن من عرض الصور المتحركة على الشاشة في عام1895 في فرنسا وأجريا أول عرض في العام نفسه.
وتمكن آرمان وجينكيز من اختراع جهاز للعرض في الولايات المتحدة الأمريكية سنة1895 وقدما أول عرض في أيلول ذات السنة فدعا هنا توماس أديسون للانضمام إلى الشركة التي أسسها وتمكّن أديسون في العام التالي من صنع جهاز أفضل للعرض وأقام أول عرض له في نيسان 1896
مراحل تطور الفيلم السينمائي
يمكن تقسيم المراحل التي مر بها تطور الفيلم السينمائي إلى ما يلي:
مرحلة الريادة
في هذا العصر بدأت صناعة الفيلم حيث ظهرت الكاميرا الأولى والممثل الأول والمخرجون الأوائل كانت التقنية جديدة تماماً ولم تكن هناك أصوات على الإطلاق ومعظم الأفلام كانت وثائقية خبرية وتسجيلات لبعض المسرحيات وأول دراما روائية كانت مدتها حوالي خمس دقائق وبدأت تصبح مألوفة حوالي عام1905 مع بداية رواية الفنان الفرنسي جورج ميلييه رحلة إلى القمر عام1902
وكانت الأسماء الكبيرة في ذلك الوقت هي أديسون لوميير وميلييه بأفلامه المليئة بالخدع وعند مشاهدة هذه الأفلام يؤخذ في الاعتبار أنها كانت تشكل المحاولات الأولى وأن السينما كانت أداة اتصال جديدة فلا يجب أن ينظر إليها على أنها تافهة ربما تكون حقاً بدائية ولكن يجب إدراك أن الطاقة والعمل الذي بذل لإنتاج هذه الأفلام كان مبهراً.
مرحلة الأفلام الصامتة
ويتميز هذا العصر عن سابقه بكثرة التجريب في عملية مونتاج الأفلام فلم تكن هذه المرحلة صامتة بالكامل حيث كانت هناك استخدامات لطرق ومؤثرات صوتية خاصة بينما لم يكن هناك حوار على الإطلاق حتى المرحلة التالية فاختلف الشكل واختفت التسجيلات المسرحية لتحل محلها الدراما الروائية ويعد هذا أيضاً بداية لمرحلة الأفلام الشعرية ذات الطابع التاريخي وضمت الأسماء الشهيرة في هذه المرحلة شارلي شابلن وديفيد جريفيث وغيرهم وتكلفت أفلام هذه المرحلة أموالاً أكثر وبدأت مسألة نوعية وجودة الفيلم تثير جدلاً كما صنعت أنواع مختلفة من الأفلام في هذه المرحلة.
مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية
يتميز هذا العصر بأنه عصر الكلام أو الصوت ويبدأ هذا العصر بإنتاج أول فيلم ناطق بعنوان مغني الجاز عام1927 بالإضافة إلى أفلام ناطقة أخرى متنوعة أنتجت في هذه المرحلة كما شهدت أفلام الثلاثينات استخداماً أكثر للألوان وبدأت الرسوم المتحركة وفي هذه المرحلة أيضاً ظهرت العروض النهارية للأفلام وبدأت تتنامى في المسارح مع موجة الكوميديا وبروز نجوم لفن السينما انتشرت أسماؤهم في ذلك الحين.
وقد ضمّت هذه المرحلة أسماء مثل كلارك جابل وغفرانك كابرا وجون فورد وممثلين استمروا إلى المرحلة الناطقة وهما ستان لوريل وأوليفر هاردي.
المرحلة الذهبية للفيلم
أحدثت الحرب العالمية الثانية كل أنواع المتغيرات في صناعة الفيلم فخلال الحرب وبعدها ازدهرت الكوميديا بشكل ملحوظ وتربّعت الأفلام الموسيقية على عرش السينما كما انتشرت أفلام الرعب ولكن باستخدام ضئيل للمؤثرات الخاصة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج فقد صنعت نفقات الإنتاج فرقاً ملحوظاً بين الميزانيات الكبيرة والصغيرة للأفلام ولجأت استوديوهات السينما لاستخدام ميزانيات صغيرة لإنتاج أفلام غير مكلفة للعامة وذلك لجذب الجماهير لذلك ظهرت الأفلام الجماهيرية في هذه المرحلة التي يمكن تصنيفها إلى أفلام استخبارات وأفلام غابات والأفلام الاستغلالية أما أفلام الخيال العلمي فقد ظهرت نحو عام1950 والأسماء الكبيرة التي ظهرت في هذه المرحلة هي كاري جرانت وهمفري بوجارت وفريد أستير.
المرحلة الانتقالية للفيلم
سميت هذه المرحلة بالعصر الانتقالي لأنه يمثل الوقت الذي بدأ فيه الفيلم ينضج بشكل حقيقي فقد ظهرت في هذا العصر التجهيزات الفنية المتطورة للفيلم من موسيقى و ديكور وغير ذلك وفي هذا العصر بدأت الأفلام من الدول المختلفة تدخل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت الأفلام الجماهيرية تستبدل بأفلام رخيصة كما بدأت الاستوديوهات الكبيرة تفقد الكثير من قوتها في مجال التوزيع كما ظهر لصناعة الفيلم عدو جديد هو التلفزيون.
مما أبرز المنافسة حول نوعية المنتج وجودته وبدأت السينما تقتحم موضوعات اجتماعية أكثر نضجاً وانتشرت الأفلام الملونة وضمّت هذه المرحلة ألفريد هتشكوك و مارلين مونرو واليزابيث تايلور.
المرحلة الفضية للفيلم
يرى بعض المؤرخين أن هذه الفترة بالفعل هي مرحلة الفيلم الحديث وكانت مرحلة جديدة ويبدأ العصر الفضي للسينما بإنتاج فيلمي الخريج وبوني وكلايد.
وقد ظهرت عدة أفلام خالية من الصور المتحركة وكان من جراء انتشار هذه النوعية من الأفلام الناضجة الخارجة عن الأخلاق العامة أن ظهرت أنظمة جديدة للرقابة وظهور الأسماء الشهيرة التي حكمت هذا العصر مثل فرانسيس كوبول و داستن هوفمان ومارلون براندو وانخفضت نسبة أفلام الأسود والأبيض فأصبحت هوليوود تعرف حقاً كيف تصنع الأفلام.
المرحلة الحديثة للفيلم
بدأ هذا العصر عندما أنتج فيلم حرب النجوم الذي يعد أول إسهام للكمبيوتر والتقنية الحديثة في تصميم المؤثرات الخاصة.
واعتمدت هذه المرحلة على الميزانية الضخمة بدلاً من النص والتمثيل ولكنها احتفظت بالقدرة على إنتاج نوعية جيدة من أفلام التسلية الممتعة.