ازداد الوعي بأهمية المسائل السكانية في كثير من الدول نظراً لارتباطها الوثيق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتولي الدول النامية عموماً والعربية خصوصاً أهمية كبيرة للتربية السكانية بالعمل على إجراء تجديد حقيقي للنظام التعليمي يتلاءم مع روح العصر ومتطلباته ويقع على عاتق المسؤولين التربويين مسؤولية تطوير المناهج للوصول إلى مفهوم التربية السكانية الصحيحة وتلافي المشكلات الصحية والمشكلات البيئية والمشكلات الغذائية.
أما بالنسبة للسكان والغذاء فنحن نعلم أنّ الأراضي المزروعة والمراعي الدائمة والغابات تشكل المصدر الأساسي للموارد الطبيعية للإنتاج الزراعي وتعتمد سورية مثلاً بشكل أساسي على مياه الأمطار في الري (أكثر من 5 مليون هکتار) مما يؤدي إلى تقلبات في كمية الإنتاج الزراعي حيث يعاني غالبية المناطق من انخفاض في معدل سقوط الأمطار، كما يتعرض بعضها للجفاف أحياناً مما يؤثر سلبية في الإنتاج ويشكل عائقاً كبيراً للنمو.
على الرغم من أهمية الأراضي المروية فقد كان التوسع في هذه الأراضي دون المستوى العالمي فقد زاد معدل نمو مساحة الأراضي المروية حوالي ۹٪ في سورية بينما بلغ معدل نمو تلك المساحة عالمياً حوالي 14%.
ويوجد فيها مساحات من المراعي الدائمة في البادية تقع في مناطق شبه صحراوية تتميز بالجفاف ويقلّ فيها معدل هطول الأمطار عن ۱۲۰ مم سنوياً إلا أنها تصبح ذات أهمية بالغة في المواسم الجيدة.
أما بالنسبة للغابات فتمثل مصدراً متجدداً للمواد والطاقة إضافة إلى إمكانية استغلالها في الزراعة عند الحاجة وتشغل مساحة لا بأس بها وقد حصل في العقد الماضي تقلّص في مساحات الأراضي على اختلاف استعمالاتها سواء في الأراضي الرعوية أو الغابات بينما ازدادت مساحة الأراضي بمقدار ضئيل جداً.
أسباب التصحر في الوطن العربي
تعتبر منطقة الوطن العربي من أكثر مناطق العالم تأثراً بالتصحرومن أهم مسببات هذا التصحر وتعرية التربة من الغطاء النباتي ما يلي :
- الزراعة المتنقلة والزراعة في المناطق الهامشية التي تكون عرضة للجفاف نتيجة الحاجة لزيادة الإنتاج الزراعي.
- عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على الماء والتربة. زيادة الملوحة في مياه الري.
- الري المفرط وهو السبب الرئيسي للتصحر في بلادنا.
- الاقلاع العشوائي للأشجار بغية استخدام الأرض للزراعة والبناء. الحرائق العشوائية في الغابات والسهول.
- النمو السكاني السريع والتمدن والتوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية.
دور المرأة في الواقع الغذائي للبلدان العربية
وتساهم المرأة في العمل الزراعي لإنتاج ما تحتاج إليه أفراد الأسرة من غذاء وبالتالي فهي تعمل على تحسين وضعهم الغذائي وبالتالي زيادة دخل الأسرة ويعتبر العمل الزراعي هو عمل رئيسي للمرأة حيث تقوم المرأة بدور أساسي في إنتاج الأغذية وتخزينها وتصنيعها إن نصيب الفرد في البلاد العربية من المساحة الجغرافية مرتفع ولكن ضئيل من حيث المساحة الزراعية وهذا ما يؤثر على الأمن الغذائي وحاجة الفرد إلى الغذاء وإمكانية الحصول عليه ونظراً للتنوع المناخي فقد تنوعت الموارد الزراعية وتشمل (الحبوب – والبقوليات – والجذور – والدرنيات – والمحاصيل السكرية . والبذور الزيتية – والخضار والفواكه).
أمّا الثروة الحيوانية فتشمل اللحوم للأغنام والأبقار والدواجن ومنتجاتها من ألبان وبيض ويؤدي النمو السكاني إلى انخفاض نصيب الفرد من إنتاج الغذاء نظراً لأن مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي منخفضة مما يؤدي إلى استيراد سلع غذائية وبنسبة مرتفعة في حين أننا نصدر الفائض من بعض الموارد الزراعية بقيمة منخفضة.
من هنا تأتي أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج المحلي لتحقيق الأمن الغذائي وتعاني معظم الدول النامية من فجوة غذائية في إنتاج الحبوب والحليب واللحوم والدهون والسكر.
ويلاحظ أن الطلب على الغذاء لا يعتمد بشكل رئيسي على قيمته الغذائية ولا على احتياجات الفرد الحقيقية من الطاقة والعناصر الغذائية فالطلب على بعض الأغذية كالأسماك والبقوليات والبيض منخفض مع أن قيمتها الغذائية كبيرة، بينما الطلب على أغذية أخرى كالسكر مرتفع في حين أنه لا يزود الجسم إلا بالسعرات الحرارية فقط. .
إن الهدف الرئيسي من تناول الغذاء هو تزويد الجسم مما يحتاجه من السعرات الحرارية أو الطاقة وكذلك العناصر الغذائية اللازمة لنموه وبقائه ومن معرفة ما يتناوله الفرد يومياً ومقارنته مع ما یساهم به هذا الغذاء من طاقة وعناصر غذائية يمكن الوصول إلى الوضع الغذائي في أي بلد.