الحيوانات الأليفة رائعة، فهي ممتعة، وتقدم الرفقة وتمنحك الكثير من الحب، فلا عجب أن الحيوانات الأليفة هي جزء مهم من العديد من العائلات، والعديد من النساء لديهن أنواع من الحيوانات الأليفة قبل أن يبدأن في إنجاب الأطفال.
ولكن إلى جانب كل البهجة، هناك بعض المخاوف لأن بعض الحيوانات الأليفة تشكل مخاطر محتملة تتعلق بالسلامة والصحة، لذلك عندما يحين وقت التفكير في إضافة الأطفال إلى عائلتك، قد تتساءلين عما إذا كان من الآمن التواجد حول حيوانك الأليف أثناء الحمل.
إليك ما تحتاجين لمعرفته حول كيفية تأثير الأنواع المختلفة من الحيوانات الأليفة على حملك وطفلك الجديد.
الأمراض الحيوانية المنشأ
المرض الحيواني المصدر هو مرض يمكن للحيوان أن يصيب الإنسان به، فالحيوانات المختلفة لها جراثيم مختلفة يمكن أن تنقلها لتسبب المرض للناس.
ولكن لحسن الحظ من النادر أن تصاب بمرض خطير من حيوان أليف، إذا كنت تعتني بحيوانك الأليف بشكل صحيح، فإن فرص اصطياد شيء من حيوانك الأليف تكون منخفضة، ومن المرجح أن تلتقط شيئاً من حيوان بري أو حيوان لا تعرفه.
بعض الأمراض الحيوانية المنشأ خفيفة ويمكن علاجها بسهولة، لكن بعضها قد يكون خطيراً خاصة للأطفال، والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والنساء الحوامل، فيما يلي بعض أنواع العدوى التي يمكن أن تنقلها الحيوانات إلى البشر:
1- داء السلمونيلات
السالمونيلا هو عدوى بكتيرية من السالمونيلا، عندما تفكر في السالمونيلا قد تفكر في التسمم الغذائي، نعم يمكنك الحصول عليها من الطعام، ولكن يمكنك أيضاً الحصول عليها من حيواناتك الأليفة.
تسبب السالمونيلا الحمى والإسهال والقيء وآلام المعدة، الأعراض هي نفسها أثناء الحمل، إلا أنها قد تكون أكثر خطورة، حيث يمكن أن يؤدي الإسهال والقيء إلى الجفاف، وعلى الرغم من ندرته، إلا أن داء السلمونيلات يمكن أن يسبب عدوى الدم (تجرثم الدم) أو التهاب السحايا، ويمكن للأمهات الحوامل أيضًا نقل البكتيريا إلى الطفل.
2- داء المقوسات
داء المقوسات هو عدوى شائعة من الطفيلي، عادة ما يكون غير خطير إلا إذا حصلت عليه لأول مرة أثناء الحمل أو قبل الحمل مباشرة، ومع ذلك فإن فرص تأثير ذلك على طفلك منخفضة، هذا نادر الحدوث ولكن إذا انتقل داء المقوسات إلى الطفل في بداية الحمل، فقد يتسبب في الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو إعاقات خلقية.
3- التهاب المشيمة اللمفاوي
التهاب المشيمة اللمفاوي هو مرض يسببه فيروس التهاب المشيمة اللمفاوي (LCMV). ينتشر LCMV في الغالب عن طريق الفئران البرية، لكن القوارض الأليفة يمكن أن تحمل العدوى أيضاً.
يمكن أن يسبب LCMV الخفيف أعراضاً تشبه أعراض الأنفلونزا، ويتحسن معظم الناس دون أي مشاكل، ومع ذلك إذا كان شديدًا يمكن أن يسبب مشاكل عصبية مثل التهاب السحايا أو الشلل.
أثناء الحمل يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الطفل، ويمكن أن يؤدي إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو تشوهات خلقية.
4- داء الكلب
تنتشر عدوى داء الكلب من خلال لعاب حيوان مصاب بفيروس داء الكلب، يمكن للحيوان المصاب بداء الكلب أن يعطيه لحيوان آخر أو إنسان، يبدأ المرض بأعراض مثل الحمى والقشعريرة وضعف العضلات، ثم يبدأ في التأثير على الدماغ مسبباً الارتباك والقلق وصعوبة النوم.
بعد التعرض لداء الكلب قد يستغرق ظهور الأعراض أسبوعاً أو أكثر.
من الضروري الحصول على العلاج على الفور، لذلك إذا عضك كلب أو حيوان بري مثل الراكون أو الخفافيش أثناء الحمل أو في أي وقت آخر، يجب أن ترى طبيبك في أقرب وقت ممكن، ويمكن علاج داء الكلب بالحقن المضاد لداء الكلب لإيقاف الفيروس قبل بدء الأعراض، ويعتبر العلاج آمنًا للأمهات الحوامل والمرضعات، ومع ذلك بدون علاج في الوقت المناسب يكون داء الكلب مميتاً.
5- مرض لايم
يأتي مرض لايم من بكتيريا تنتشر من خلال لدغة قراد الغزلان المصاب (القراد ذو الأرجل السوداء)، قد يبدأ كمرض شبيه بالإنفلونزا مع ظهور طفح جلدي، يمكن أن يسبب أيضاً آلام المفاصل والتعب وضعف العضلات، يمكن للأطباء العلاج بالمضادات الحيوية بنجاح، لكن يستمر ظهور الأعراض لدى بعض الأشخاص لفترة طويلة بعد العلاج.
نظراً لأن القراد يمكن أن يركب الحيوانات، يمكن أن تعرضك حيواناتك الأليفة لخطر الإصابة بمرض لايم إذا أمضوا وقتاً في منطقة يتجول فيها قراد الغزلان، يمكن علاج مرض لايم بنجاح بالمضادات الحيوية، ويكون العلاج آمناً أثناء الحمل، ومع ذلك تظهر الأبحاث أنه بدون علاج، يمكن أن يكون مرض لايم خطيراً عليك وعلى طفلك.
مخاوف أخرى تتعلق بالسلامة
هناك أكثر من مجرد مرض ومرض يجب مراعاتها، حيث يمكن للحيوانات الأليفة أيضاً أن تخدش وتعض وتسبب ضرراً جسدياً لك أو لطفلك الجديد، في معظم الأحيان يكون الأمر عرضياً، لكن الحيوانات الأليفة يمكن أن تصبح غيورة أو عدوانية.
فيما يلي قائمة ببعض أكثر مخاوف الحيوانات الأليفة شيوعاً جنباً إلى جنب مع المعلومات والنصائح للمساعدة في الحفاظ على صحتك وسلامة حيوانك الأليف وطفلك:
أولاً: الكلاب
من الآمن عموماً تواجد الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة حول الكلاب، إذا كان كلبك الأليف يتمتع بصحة جيدة وعلى أحدث التطعيمات، فإن العناية بكلبك يجب ألا تسبب لك أي مشاكل أثناء الحمل، وبالطبع فإن الأمان حول الكلاب يعتمد على الكلب، حيث يمكن أن تشكل الكلاب الكبيرة، أو الكلاب غير المدربة، أو الكلاب غير الصديقة، أو الكلاب الضالة، أو الكلاب غير المألوفة خطراً على أي شخص، وخاصة الأم الحامل أو الطفل الصغير، وللحفاظ على سلامتك أنت وطفلك حول الكلاب، يمكنك:
– تأكد من رؤية كلبك الأليف للطبيب البيطري لإجراء الفحوصات والتطعيمات المنتظمة.
– كوني حذرة مع الكلاب الكبيرة، حتى لو كانت ودودة، حبق يمكن للكلاب الكبيرة أن تقفز، ويمكنها أن تسقطك أرضاً أو تقفز على بطنك أو تؤذيك أثناء الحمل أو حمل مولودك الجديد.
– إذا كان كلبك عرضة لسلوك غير منتظم، فقم بالتسجيل في دروس التدريب.
– انتبه لأي تغيرات سلوكية لدى كلبك، حيث يمكن أن تصبح بعض الكلاب غيورة وقد ينزعجون إذا كانت أمهم البشرية تهتم بطفل جديد.
– حاولي منع عضات الكلاب من خلال توخي الحذر مع الكلاب التي لا تعرفينها، والانتباه إلى الإشارات السلوكية لكلبك بمجرد إحضار طفلك إلى المنزل.
– احمِ نفسك وعائلتك وكلبك من القراد ولدغات القراد.
ثانياً: القطط
من الآمن عموماً أن يكون لديك قطة أثناء الحمل أيضاً، ولكن مثل الكلاب، عليك أن تنتبه للعض والخدوش والقراد، بالإضافة إلى ذلك مع القطط ، عليك أيضاً توخي الحذر بشأن التعامل مع فضلات القطط، حيث يمكن أن يحتوي براز القطط على الطفيل الذي يسبب داء المقوسات.
في حين أن داء المقوسات هو عدوى شائعة إلى حد ما، فمن غير الشائع الإصابة به أثناء الحمل ويؤثر على الحمل أو الطفل، إذا كنتي تتواجدين حول القطط لفترة من الوقت، فمن المحتمل أنك تعرضت بالفعل وأصبحت الآن محصنة ضده، فبمجرد حصولك عليه لن تحصلي عليه مرة أخرى، ولكن ليست كل القطط مصابة بالطفيلي، حيث أنه نادراً ما تصاب القطط المنزلية بداء المقوسات، لكن القطط الخارجية يمكن أن تصاب به من فضلات القطط الأخرى أو الحيوانات المفترسة، عندما تلتقط القطط العدوى ، تفرزها لمدة ستة أسابيع تقريباً.
فرص الإصابة بداء المقوسات أو أي مرض آخر من قطتك منخفضة، ولكن من الأفضل دائماً أن تكوني آمنة.
فيما يلي بعض النصائح لمنع التعرض:
– اغسلي يديكي كثيرًا.
– انتبهي ما إذا كان يمكنك جعل شخص آخر يقوم بتنظيف وتغيير صندوق فضلات القطط.
– تجنبي إطعام قطتك اللحوم النيئة، والتي من المرجح أن تحتوي على الطفيل.
– عندما تكونين في الخارج، حاولي عدم لمس الرمل أو التربة التي ربما استخدمتها القطط كمرحاض.
– قومي بتغطية صناديق الرمل الخارجية لمنع قطتك أو القطط الأخرى من استخدامها كصندوق فضلات.
– إذا كان عليك تغيير القمامة أو العمل في الحديقة، فارتدي القفازات التي تستخدم لمرة واحدة، ثم تخلصي منها بعد استخدامها.
– حافظي على نظافة صندوق الفضلات عن طريق تغييره كل يوم، حيث يستغرق الأمر من يوم إلى خمسة أيام حتى يصبح داء المقوسات معدياً، لذا عليكي التخلص من صندوق فضلات القط على الفور قبل أن يصبح خطراً.
– اصطحبي قطتك إلى الطبيب البيطري بانتظام لإجراء الفحوصات والتطعيمات.
– يمكن للطبيب البيطري اختبار قطتك بحثاً عن داء المقوسات، ويمكن لطبيبك أيضاً التحقق لمعرفة ما إذا كنت قد تعرضت للطفيلي.
ثالثاً: السمك
لا تسبب الأسماك الأليفة عادة أي مشاكل للمرأة الحامل، من النادر أن يمرض شخص ما من سمكة أليفة، ولكن تماماً مثل أي شيء آخر، عليك أن تعتني جيداً بأسماكك وحوضها للحفاظ على صحتك وصحتها.
– اغسلي يديك دائماً بعد إطعام الأسماك أو ملامستها للماء أو المعدات.
– ارتدي قفازات عند تنظيف الخزان، خاصةً إذا كان يوجد أي جروح في يديك، وفي حال كان ذلك ممكناً، اطلبي من شخص آخر تنظيف الخزان.
– إذا لاحظتي وجود سمكة مريضة أو ميتة، قومي بإزالتها في أسرع وقت ممكن، وتذكري ارتداء قفازات أو أن تجعلي شخصاً آخر يفعل ذلك.