بالنسبة للكثيرين منا، تعتبر القهوة عنصراً أساسياً في نظامنا الغذائي اليومي، نحن نستخدمها للمساعدة في تعزيز أنفسنا، والتواصل الاجتماعي، ووضع حد لوجبة مُرْضية، بقدر ما قد يخبرنا العلم أن هذا جيد أو سيئ بالنسبة لنا، فإن تأثير الحقائق غالباً ما يكون ضعيف لتغيير عاداتنا اليومية.
يعتمد تحديد ما إذا كانت القهوة صحية أم لا إلى حد كبير على كيفية تفسير كلمة صحية، فإذا كان هدفك هو الاستمتاع بمشروب مُرضٍ يحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون، فإن فنجان قهوة أسود عادي يناسبك بالتأكيد.
معلومات حول محتوى القهوة من المواد الغذائية
1- الكربوهيدرات: القهوة السوداء السادة بدون حليب مضاف أو مواد تحلية لا تحتوي على كربوهيدرات.
2- الدهون: لا تحتوي القهوة السوداء أيضاً على كمية من الدهون، ولكن إضافة أي حليب – أو دهون مشبعة، مثل القهوة المقاومة للرصاص – سيغير التركيبة الدهنية لفنجان من القهوة.
3- البروتين: يحتوي كوب واحد من القهوة السوداء على كمية قليلة من البروتين، ومرة أخرى الإضافات مثل الحليب أو بدائل الحليب قد تعزز البروتين في فنجان من القهوة.
4- الفيتامينات و المعادن: تحتوي القهوة السادة على كمية صغيرة من المغذيات الدقيقة، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن.
5- سعرات حراريه: يحتوي فنجان القهوة الأسود العادي على 2.4 سعرة حرارية لكل وجبة، والتي تأتي من كمية قليلة من البروتين.
عند إضافة الحليب والمنكهات والشراب والسكر والقشدة المخفوقة، يمكن أن يبدو مشروب قهوة واحد أشبه بالحلوى الغنية.
الفوائد الصحية للقهوة
إلى جانب توفير كمية ضئيلة من البوتاسيوم، فإن القهوة ليس لها قيمة غذائية حقيقية، ومع ذلك فإنها تقدم بعض الآثار الصحية الواضحة، وهذه الآثار قد تكون مرتبطة بمحتوى القهوة من الكافيين.
أولاً: تعزز فقدان الوزن
لطالما ارتبط الكافيين بفقدان الوزن، حيث تدعم الدراسات العلمية هذا، فتناول الكافيين يمكن أن يعزز فقدان الوزن ويقلل من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ودهون الجسم.
ثانياً: تقلل من خطر الإصابة بفشل القلب
نشرت جمعية القلب الأمريكية مراجعة منهجية في عام 2012 أظهرت أن الاستهلاك اليومي المعتدل للقهوة – حوالي 4 حصص – كان له تأثير إيجابي على تقليل مخاطر الإصابة بقصور القلب.
ثالثاً: تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
توصلت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية إلى أن المشاركين الذين تناولوا أربعة أكواب أو أكثر من القهوة يومياً شهدوا انخفاضاً بنسبة 30٪ في خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر، ووجدت الدراسة الكبيرة أن استهلاك القهوة اليومي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الحالة المزمنة، ومن المثير للاهتمام أن القهوة منزوعة الكافيين لها تأثيرات متشابهة.
رابعاً: تساعد في منع أمراض الكبد
أثبتت دراسة جماعية كبيرة، نُشرت في عام 2006، تأثير القهوة على صحة الكبد، ووجدت أن الكافيين يساعد في حماية الكبد من تليف الكبد، وتزداد الحماية أيضاً مع زيادة حجم الكمية المتناولة، حيث توفر أربعة أكواب من القهوة أو أكثر مساعدة إضافية، كما أظهرت الأبحاث الحديثة، التي نُشرت في عام 2021، أن القهوة – حتى منزوعة الكافيين – قد تساعد في الوقاية من أمراض الكبد المزمنة (التي يمكن أن تؤدي إلى تليف الكبد).
خامساً: تساعد في محاربة السرطان
وفقاً لمراجعة عام 2017 للدراسات المنشورة في المجلة الطبية البريطانية، كان استهلاك القهوة مرتبطاً بالفوائد الصحية أكثر من الضرر، فالقهوة المحمصة عبارة عن مزيج معقد من أكثر من 1000 مركب حيوي، وبعضها له تأثيرات علاجية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة للسرطان.
من بين النتائج التي توصلوا إليها، قرر الباحثون أن شرب ثلاثة إلى أربعة فناجين من القهوة يومياً يقلل من الإصابة الإجمالية بالسرطان بنسبة 18٪ (على وجه التحديد سرطان البروستاتا وسرطان بطانة الرحم وسرطان الجلد وسرطان الفم وسرطان الدم وسرطان الجلد غير الميلانيني وسرطان الكبد).
الآثار السلبية للقهوة
على الرغم من هذه الفوائد الصحية، يمكن أن يكون للقهوة آثار سلبية على بعض الأشخاص، على سبيل المثال وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن خطر الإصابة بكسور العظام يزداد بشكل ملحوظ مع كل فنجان قهوة تشربه المرأة الأكبر سناً، وبالمقارنة يبدو أن الخطر لدى الرجال الأكبر سناً يتناقص، هذا يقوض بعض الأدلة المبكرة التي تشير إلى أن القهوة كانت مفيدة بطبيعتها لهشاشة العظام، وهي حالة تؤثر على النساء أكثر من الرجال.
هناك أيضاً دليل ثابت على أن القهوة قد تزيد من خطر إصابة الجنين بأذى أثناء الحمل، مقارنة بالنساء الحوامل الذين لا يشربون القهوة، فإن اللاتي يستهلكن الكافيين معرضن بشكل متزايد لخطر فقدان الحمل أو الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
وبالمثل ارتبط ارتفاع استهلاك القهوة بزيادة مخاطر الإصابة بمرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، ويبدو أن القهوة المحمصة على البارد والداكنة لها أقل تأثير.
لوحظ أيضاً أن القهوة غير المفلترة تزيد من مستويات الكوليسترول الكلية بالإضافة إلى الدهون الثلاثية وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وقد يساعد استخدام مرشحات القهوة في تقليل هذه المخاطر.
تحتوي القهوة على مادة الكافيين، وهو منبه قوي يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض سلبية في حالة الإفراط في استخدامه، في حين أن بعض الذين يشربون القهوة بكثرة سوف يعانون من أعراض أقل بمرور الوقت، فإن معظمهم سيعانون من نوبات عرضية أو مزمنة.