العمود الصحفي هو نوع صحفي فكري مستقل ومتميز يكتبه صحفي يمتلك قدراً كبيراً من الأهمية والشهرة ومستوى رفيعاً من الخبرة الصحفية وقوة تأثير ضخمة وقوة حضور لافتة يقدم العمود رؤية الصحفي الشخصية لأحداث وظواهر وتطورات يختارها الصحفي من مجالات الحياة كافة ويستخدم أسلوباً وطريقة عرض ومعالجة شخصيين.
خصائص العمود الصحفي
في ضوء التعريف السابق يمكننا تحديد أبرز خصائص العمود الصحفي على النحو التالي:
- ليس العمود الصحفي مقالاً أو تعليقاً كما يرى البعض بل هو نوع صحفي مستقل ومتميز نظراً لأنه يمتلك خصائص ثابتة تؤهله لأن يتمتع بهذه الاستقلالية وبهذا التميز كذلك فإن العمود هو نوع صحفي فكري نظراً لأنه يقدم رأي الكاتب أو موقفه أو فهمه لحدث أو ظاهرة أو تطور.
- لا يعطى العمود الصحفي إلا لصحفي على درجة كبيرة من النضج والخبرة والأهمية والنفوذ وقوة التأثير والحضور يجب أن يكون كاتب العمود الصحفي صاحب رؤية وفكر وموقف كما يجب أن يكون لديه جمهور معني بمعرفة هذه الرؤية أو هذه الأفكار والمواقف.
- إن السمة الأساسية المميزة التي تعطي العمود الصحفي تميزه واستقلاليته عن غيره من الأنواع الصحفية هي هذا العامل الذاتي الذي يتمثل في اقتصار العمود على تقديم رأي الصحفي أو موقفه أو إحساسه أو تقديره أو تقييمه لحدث ما أو لمسألة ما وأنه يقدم هذا الرأي أو الموقف ويعرضه بالأسلوب الذي يريد وبالطريقة التي يختار وباللغة التي ينتقي.
- كل ما في العمود يجب أن يتسم بالصفة الذاتية فانتقاء الموضوع لا يخضع للمعايير الأساسية التي تشكل مرجعية لانتقاء موضوعات الأنواع الصحفية الأخرى ومسار البرهنة في العمود لا يخضع للقواعد المنطقية التي يقتضيها التعليق أو المقال ولا يطالب كاتب العمود بإيراد الأدلة والشواهد والبراهين على صحة رأيه وموقفه كما هو الحال في التعليق.
- المسألة الأساسية في العمود هي رأي الصحفي أو موقفه أو أفكاره أو انطباعاته أو تقييماته وهو غير مطالب إطلاقاً بالبرهان على صحة هذا الرأي أو تعليله بل يكفي تقديمه والقارئ يبحث أساساً عن هذا الرأي أو الموقف أو التفسير ليس المهم في العمود الحدث أو التحليل أو البرهان المهم هو رأي الكاتب وموقفه.
- يتميز العمود الصحفي بهامش واسع من الحرية التي يتمتع بها كاتبه وتشمل هذه الحرية جميع مراحل عملية الإبداع الصحفي ولذلك ليس من الضروري أن يتطابق العمود الصحفي مع سياسة الصحيفة بنفس الدرجة التي يجب أن تتطابق فيها الأنواع الصحفية الأخرى.
أنواع العمود الصحفي
يحدد الكثير من الباحثين أنواعاً مختلفة للعمود الصحفي أبرزها:
- عمود الشؤون العامة: وهو العمود الذي يتناول كاتبه المسائل العامة.
- عمود الشؤون الإنسانية: وهو العمود الذي يتم التركيز فيه على القضايا الإنسانية أو على الجوانب الإنسانية من القضايا العامة.
- العمود الساخر: وهو الذي يقدم كاريكاتيراً مكتوباً عن قضية أو مشكلة ويعالجها بطريقة ساخرة.
- عمود اليوميات: وهو العمود الذي يكتب فيه الصحفي موضوعات مختلفة يلتقطها من تجاربه.
- العمود المتعدد الكتّاب: وهو العمود الذي يتناوب على كتابته أكثر من كاتب.
صحيح أن الممارسة الصحفية تؤكد وجود هذا التمايز في موضوعات الأعمدة ولكننا نرى أنها جميعاً تشكل نوعاً واحداً وهو العمود الصحفي وذلك لأن الأصل في العمود أن تتنوع موضوعاته.
وكاتب العمود له مطلق الحرية أن يكتب يوماً عن رأيه إزاء حدث سياسي معين ويوماً ثانياً عن حدث رياضي ويوماً ثالثاً عن مسألة إنسانية أو حدث فني.
فالمسألة في العمود هي شخصية الكاتب ولذلك فإن العمود الصحفي عبارة عن مساحة تقتطعها الصحيفة من إحدى صفحاتها وتقدمها ملكية شخصية للصحفي كاتب العمود.