ربما لا يكون مفاجئاً لك أن الأطفال يحبون الحيوانات الأليفة خاصةً إذا كان أطفالك يتوسلون إليك من أجل كلب أو قطة.
تقدم الحيوانات الأليفة نوعاً خاصاً من الرفقة التي يبدو أن الأطفال يعرفون بشكل غريزي أنهم لن يتمكنوا من العثور عليها في أي مكان آخر.
في الواقع، تظهر الدراسات أن ملكية الحيوانات الأليفة قد تفيد الأطفال بعدة طرق، حيث يمكن أن تساعد الحيوانات الأليفة في تقليل التوتر ويمكن حتى أن تساعد الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية، وعلى الرغم من أن البحث عن التفاعل بين الإنسان والحيوان لا يزال جديداً نسبياً، فقد أظهرت الدراسات الأولية أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تقلل من مستويات الكورتيزول وتقلل الشعور بالوحدة وتعزز الحالة المزاجية.
إذا كنت تفكر في الحصول على حيوان أليف لأطفالك أو إذا تم الضغط عليك بلا هوادة من قبل أطفالك لتبني حيوان، فقد تتساءل عما إذا كانت كل هذه المسؤولية الإضافية تستحق الوقت والجهد. وإلى أي مدى سيستفيد أطفالك حقاً من امتلاك حيوان أليف؟
إن عدد الطرق التي يمكن أن يؤثر بها حيوان أليف بشكل إيجابي على أطفالك وعليك حتى قد يفاجئك، فإن ملكية الحيوانات الأليفة ليست شيئاً يجب الدخول فيه بسهولة، هنا نقوم بتفصيل ما يقوله الخبراء حول فوائد ملكية الحيوانات الأليفة.
فوائد ملكية الحيوانات الأليفة
إذا كنت تفكر في تبني حيوان أليف، فأنت بالتأكيد لست وحدك، هناك حوالي 70٪ من الأسر لديها حيوان أليف واحد على الأقل و 90٪ من هؤلاء الأشخاص يرون حيوانهم الأليف على أنه أحد أفراد الأسرة.
حتى عندما يتم استطلاع آراء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 8 سنوات، فإنهم يرتبون حيواناتهم الأليفة أعلى من أفراد أسرهم كمقدمين للراحة وكأشخاص مقربين.
ليس من المستغرب أن ينتج عن كل هذا الحب والعاطفة عدد من الفوائد، فيما يلي تسع طرق يمكن أن يستفيد بها أطفالك من ملكية الحيوانات الأليفة:
أولاً: يقلل من الإجهاد
يمكن أن تكون الحياة مرهقة خاصة للأطفال والمراهقين، مع التحديات الأكاديمية وصراعات الصداقة وحتى الضغوط لتحقيق النجاح، غالباً ما يتعامل الأطفال مع الكثير، لكن يمكن أن يكون الحيوان الأليف بمثابة مخفض ضغط كبير، بصرف النظر عن الحب والرفقة التي يقدمونها بشكل غريزي، هناك تغيرات فسيولوجية تحدث داخل الطفل عندما يداعب أو يلعب مع حيوانه الأليف، حيث ثبت أن التعامل مع حيوان أليف يقلل من هرمون التوتر الكورتيزول ويزيد من إفراز الدوبامين والأوكسيتوسين، وهما هرمونات مضادة للتوتر أو تساعد على الشعور بالرضا، وخاصة الأوكسيتوسين.
ثانياً: يخفف الشعور بالوحدة
غالباً ما تعمل الحيوانات الأليفة كأصدقاء، لا يفعل هؤلاء أبداً أي شيء يضر بمشاعر طفلك ولا يستبعدونه أو يتجاهلونه، وبالتالي فإن امتلاك حيوان أليف يمكن أن يخفف أيضاً من الشعور بالوحدة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يكافحون من أجل تكوين صداقات أو ليس لديهم الكثير من الأطفال في منطقتهم.
لا توفر الحيوانات الأليفة الرفقة والصداقة فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تصبح صديقة للأطفال الذين يشعرون أنه ليس لديهم أي شخص آخر يتحدثون إليه، في الواقع من الشائع بشكل خاص للأطفال الصغار التحدث عن الأشياء أو مشاركة الأسرار مع حيواناتهم الأليفة، فعندما يكون لديهم حيوان أليف إنهم يشعرون أن لديهم دائماً شخصاً يمكنهم التحدث إليه.
ثالثاً: يزرع في شخصية الطفل التعاطف والرحمة
تعتمد الحيوانات الأليفة بشكل أساسي على البشر لرعايتها، حيث لا يمكنهم صنع طعامهم أو إعادة ملء أوعية الماء الخاصة بهم، حتى أنهم يعتمدون على الآخرين لممارسة الرياضة والترفيه، نظراً لاعتمادهم على الآخرين في الاعتناء بهم، غالباً ما يثير ذلك التعاطف والرحمة لدى الأطفال.
يتعلم الأطفال النظر إلى الخارج والتفكير في ما قد يكون عليه الحال في مكان شخص آخر، حتى لو كان هذا الشخص حيواناً أليفاً، مما يمكن الوالدين من استخدام ملكية الحيوانات الأليفة كطريقة لتعليم الأطفال أهمية احترام أشكال الحياة الأخرى.
رابعاً: يحسن مهارات القراءة
تعلم القراءة ليس بالمهمة السهلة، خاصة للأطفال الذين يترددون في القراءة، بمجرد أن يطلب أحد الوالدين أو أي شخص بالغ آخر من الطفل قراءة القراءة الليلية، غالباً ما يشعر بالفزع، إنهم قلقون بشأن كل شيء من تحديد الحروف والأصوات إلى نطق الكلمات بشكل صحيح، لكن إذا طلبت من طفل أن يقرأ لحيوان أليف، فإن بعض هذا التوتر والقلق يختفي.
بالإضافة إلى ذلك يتحمس الأطفال للقراءة لحيواناتهم الأليفة لأنها لا تبدو وكأنها عمل، سيعرضون لحيواناتهم الأليفة صور الكتاب ويتحدثون معهم عن القصة، وتصبح القراءة لحيوانهم الأليف شيئًا يتطلعون إليه.
خامساً: يوفر الحب والقبول غير المشروط
عندما يكبر الطفل جنباً إلى جنب مع حيوان أليف، فلا خوف من الحكم أو الرفض، حيث يعرف الأطفال أن حيوانهم الأليف يحبهم مهما حدث، فلا يهتمون بما يرتدونه، أو كيف يبدون، أو مدى شعبيتهم، إنهم يحبونهم تماماً كما هم، وهو جزء مهم من ملكية الحيوانات الأليفة.
سادساً: يعلم المسؤولية
يعلم كل والد أن تعليم الأطفال كيفية تحمل المسؤولية ليس بالمهمة السهلة، حيث من الصعب جعل الأطفال يتذكرون تناول الطعام قبل المدرسة، أو ترتيب فراشهم، أو حتى تنظيف أسنانهم، لكن امتلاك حيوان أليف يعد حافزاً كبيراً لتعليم المسؤولية لأن الأطفال الآن لديهم كائن حي آخر يعتمد عليهم لرعايتهم.
سيتعلم الأطفال أيضاً أن امتلاك حيوان أليف ليس شيئاً يمكن الاستخفاف به وأنه مسؤولية كبيرة، في الواقع سيتعلم الأطفال بسرعة أن هناك الكثير من المهام التي تأتي مع اقتناء حيوان أليف.
سابعاً: يبني احترام الذات والثقة
يتطلب امتلاك حيوان أليف الكثير من العمل، ولكن إذا سمحت لأطفالك بالمشاركة في الأعمال المنزلية المصاحبة لملكية الحيوانات الأليفة، فسوف يطورون إحساساً بالإنجاز بعد إكمال كل مهمة، ويمكن أن تساعد رعاية حيوان أليف أيضاً في بناء شعور بالاستقلالية خاصةً عندما يكون أطفالك ناضجين بما يكفي للتعامل مع تلك المسؤوليات الإضافية بأنفسهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاقة التي يطورونها مع حيواناتهم الأليفة على طول الطريق تساعدهم على رؤية أنفسهم بطريقة إيجابية ويمكن حتى أن تمنحهم إحساساً بالهدف، في نهاية المطاف تبني علاقتهم مع حيوانهم الأليف إيمانهم بأنفسهم وتساعدهم على صقل مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية أيضاً.
ثامناً: يعزز ممارسة التمارين الرياضية
لا شك أن الحيوانات الأليفة ستزيد من فرص ذهابك للخارج وممارسة الجري، خاصة إذا اخترت كلباً أو حتى حصاناً، لذلك إذا كنت من أفراد الأسرة النشطة أو ممن يستمتعون بالخارج، فقد ترغب في التفكير في حيوان أليف يناسب نمط الحياة هذا، ويمكن للحيوانات الأليفة أيضاً مساعدة الأطفال النشطين على حرق الطاقة وجعل الأطفال المستقرين ينهضون ويتحركون.
تاسعاً: يخفف القلق
يمكن أن تساعد الحيوانات الأليفة أيضاً في تخفيف أعراض القلق، على سبيل المثال وجد الباحثون أنه عندما يتعرض طفل لسوء المعاملة، فإن وجود كلب هناك أثناء التحدث معه حول ما حدث يمكن أن يكون مهدئاً ويسهل مشاركة تجاربه.
إذا كان طفلك يعاني من القلق، فقد تجد أن وجوده بالقرب من حيوان أليف حتى لو كان حيواناً ليس ملكه يمكن أن يقلل بشكل كبير من مستويات القلق لديه.
التمسيد على الفراء أو حمل الحيوان له تأثير مهدئ للغاية على الأطفال، لهذا السبب هناك حركة متنامية تجاه حيوانات الدعم العاطفي.