هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى نشأة علم الإدارة وتطوره وأهم هذه الأسباب هي:
ظهور الآلات والتخصص في الإنتاج وتقسيم العمل وتطور أساليب الإنتاج
أدى ظهور الثورة الصناعية والانقلاب الكبير في عالم الإنتاج وظهور وتطور الآلات الإنتاجية من المرحلة البدائية حتى المرحلة الالكترونية إلى ضرورة الاعتماد على العلوم الإدارية في مواجهة المشاكل الإنتاجية وذلك لرفع مستوى أداء العاملين وإنتاجية الآلة وهذا ما دعا إلى ضرورة وجود كوادر مؤهلة للقيام بتشغيل الآلات وتقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة وعمليات متعددة وهذا بدوره يحتاج إلى عناصر إدارية تقوم بتنظيم وتوزيع هذه الأعمال على العاملين وفقاً لمؤهلاتهم ورغباتهم كما أن التطورات الحاصلة في أساليب الإنتاج أدت إلى زيادة الاعتماد على الآلات التقنية ذات الإنتاجية العالية وتشغيل الآلاف من العمال والفنيين والإداريين والمهندسين والكتبة.
زيادة عدد المشروعات وقدراتها الإنتاجية
إنّ زيادة التوظيفات والاستثمارات المالية في المشاريع الإنتاجية أدى إلى إنشاء عدد كبير من المنشآت الضخمة ذات الطاقات الإنتاجية العالية وهذا فرض على مالكيها ومجالس إدارتها أن تعتمد الأساليب الإدارية العلمية التي تمكنها من الاستمرار فى العملية الإنتاجية بتقدم ونجاح وبعائد استثماري كبير وهذا بدوره وجه العديد من الباحثين إلى زيادة الاهتمام بعلم إدارة الأعمال وإجراء الأبحاث والتجارب التي ساهمت في تطور هذا العلم.
الأزمة الاقتصادية العالمية
إن الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعرضت لها اقتصاديات بعض الدول وجهت الاقتصاديين والمسؤولين عن التنمية الإقتصادية إلى ضرورة الاهتمام بعنصر الإدارة الذي يشكل أساس النجاح في المشروعات في حال اتباع الأساليب والطرائق العلمية المؤدية إلى إجراء عمليات التخطيط والتنظيم والتنسيق الهادفة لرفع الكفاية الإنتاجية.
ظهور المشروعات الكبيرة والوحدات الإنتاجية الضخمة
نتيجة للتقدم التقني والتطور الصناعي وتزايد رؤوس الأموال المستثمرة والمنافسة الشديدة بين الشركات المتماثلة كان الجدير بهم أن يفكروا بإنشاء الشركات والمشروعات الكبيرة ذات الطاقات الإنتاجية العالية وذلك للاستفادة من مزايا تقسيم العمل والتخصص وتركيز الإنتاج والتي تتجسد في تخفيض التكاليف وتحسين النوعية وهذا يتيح إمكانية الحصول على أعلى عائد استثماري لذلك كان لزاماً على إدارات هذه المنشآت الكبيرة أن تتحول باتجاه الإدارة العلمية التي تعتمد على القواعد والمبادئ في معالجة المشاكل الإدارية مما أدى إلى توجيه رجالات الفكر الاقتصادي للاهتمام بالجوانب الإدارية في معاهد ومراكز البحث العلمي واستخدام الأساليب والطرائق المتقدمة في العمليات الإدارية لتحقيق الأهداف المرجوة.
الحرب العالمية الثانية
إن احتياجات هذه الحروب أدت إلى نشوء تجمعات صناعية عسكرية ضخمة تعتمد على الأساليب التقنية المتقدمة في العمليات الإنتاجية لتحقيق التفوق العسكري في المعركة وهنا تكمن حاجة القادة العسكريين والسياسيين لتحسين الأوضاع الاقتصادية المتردية عن طريق رفع الكفاءة الإنتاجية والاقتصادية للمشاريع والاهتمام بفئة المديرين والجهاز الإداري لتطوير أبحاثهم ونتيجة لذلك تأسس العديد من المعاهد والكليات المتخصصة لإعداد الكوادر القادرة على تلبية طموحات الأنظمة السياسية والاقتصادية كل هذا ساهم مساهمة كبيرة وفعالة لزيادة الاهتمام بالإدارة العلمية وعناصرها المختلفة وتكريس جهود العلماء والباحثين لاستنباط طرائق وأساليب أكثر قدرة على رفع الإنتاجية.
تشكل النقابات وتدخل الدولة
نتيجة الانقلاب الصناعي والتقدم الاقتصادي ازدادت جيوش العاطلين عن العمل واشتدت أزمة البطالة وبدأت عملية استغلال الطبقة العاملة لذلك كان لابد من وسيلة للحفاظ على مصالحهم فبدأت بتشكيل مجموعات عمالية ما لبثت أن تطورت على شكل تنظيمات نقابية أصبحت فيما بعد في تتدخل في أمور المنشأة وتشارك في اتخاذ القرارات التي تعكس مصالحها وأمام هذا الواقع حاول ملاك هذه المشاريع الاعتماد على العناصر الإدارية القادرة على الخروج من هذه المصاعب بنجاح لصالح المنشأة والمالكين والعاملين.
إن هذا السلوك الإداري قد يلغي أو يحد من هذه الاضطرابات والإضرابات العمالية وهذا ما سينعكس على السوية الإنتاجية والأرباح ممكنة التحقيق.
أما بالنسبة لتدخل الدولة فكان من خلال القوانين والتشريعات التي تخدم أهداف التنمية وتساهم في توفير فرص عمل جديدة وتغطية الاحتياجات وهذه الأشكال المختلفة لتدخل الحكومات ساهمت في إبراز الدور الجيد لإدارة الأعمال القائم على الأساليب والطرق العلمية والعمل على تطويرها بما ينسجم والتطورات في الحياة الاقتصادية.