تشتهر العاصمة السورية دمشق بأنها أقدم مدينة في العالم حيث تنوعت الحضارات التي مرت عليها وهذا جعلها تحمل العديد من الأسماء بسبب مكانتها العلمية والثقافية والدينية والسياسية والفنية والتجارية ونذكر من تلك الأسماء الفيحاء والشام ولؤلؤة الشرق وجلّق.
في دمشق من الصعب جداً أن نستطيع ذكر الأماكن والمعالم الهامة التي ينبغي على كل زائر أن يراها ويمر بها، فهي بمثابة متحفاً حياً للحضارات التاريخية التي مرّت عليها.
أهم الأسواق في مدينة دمشق
سوق الحميدية
يمتد على خط مستقيم من الغرب وحتى الجامع الأموي ويعود تاريخه إلى عام 1863 خلال العهد العثماني وحكم السلطان عبد الحميد الذي سمي السوق باسمه وهو مغطى بسقف حديدي مليء بثقوب صغيرة تضيئها الشمس وحوانيت السّوق تشتهر بجميع أنواع البضائع ولا سيما الملابس والأقمشة والحلويات والبوظة والصناعات التقليدية والجلدية إضافة إلى الصناعات اليدويّة كالبروكار والموزاييك والنحاس المزخرف بالفضة.
سوق مدحت باشا
أنشأه والي دمشق مدحت باشا عام 1878 وهو يعلو الشارع الروماني المستقيم الذي كان يخترق المدينة من باب الجابية إلى الباب الشرقي ويسير بموازاة سوق الحميدية ويفصل بينهما أسواق صغيرة أُخرى وتقوم على جانبي السّوق حوانيت صغيرة تشتهر بالنسيج الوطني وبالأقمشة الحريرية والعباءات الصوفيّة والكوفيات والعقل كما توجد على الجانبين خانات قديمة ذات أبواب وأقواس أصبحت مجمعاً للعديد من الحوانيت في داخلها وفي منتصفه يصبح سوق مدحت باشا مكشوفاً على الباب الشرقي ويشتهر هذا الجزء بمعامل ومحلاّت المصنوعات النّحاسية المحفورة والمزخرفة بخيوط الفضة.
سوق الحرير
أنشأه درويش باشا عام 1574 ويقع مدخلهُ آخر سوق الحميدية بالقرب من الجامع الأُموي وتشتهر دكاكينهُ ببيع الأقمشة والمطرزات والعطور ولوازم الخياطة النسائية كما نجد فيه عدد من الخانات القديمة الّتي أصبحت هي الأُخرى مجمعاً لعدد من الحوانيت التي تشتهر ببيع الأقمشة الوطنية والجلابيات ولعل أطراف هذه المجمعات ما كان في الأصل حمّاماً مثل حمّام القيشاني الذي يعج بالبضائع زاهية الألوان ويؤدي سوق الحرير إلى سوق آخر يتصل بسوق مدحت باشا وهو سوق الخيّاطين.
سوق الخياطين
أنشأهُ شمسي باشا عام 1553 ويشتهر بمحلّات بيع الأجواخ والأقمشة الصوفيّة وكان يعمل فيه العديد من خياطي الألبسة التقليدية السوريّة للرجال ومن هنا جاء اسمهُ.
بين سوقي الخياطين وسوق الحرير يوجد ضريح القائد الإسلامي نور الدّين الزنكي كما تقع أيضاً مدرسة عبد الله العظم المبنيّة في العهد العثماني عام 1779 وقد أصبحت الآن مجمعاً لحوانيت الصّناعات التقليديّة.
سوق البزورية
يصل ما بين سوق مدحت باشا والجامع الأُموي وهو يشتهر بأريجه المميز إذ أن حوانيته الصغيرة تغص بأنواع البهارات والعطور والّلوز والفستق والفواكه المجفّفة والأعشاب الطبية وحلويات الأعراس والمناسبات كالسكاكر والشوكولاتة والملبس وفي وسط السّوق يقع حمام النوري وهو أحد الحمامات العامة المتبقية من مئتي حمام كانت في دمشق منذ القرن الثاني عشر وظلّت قيد الاستعمال حتى وقتٍ قريب وفي هذا السوق يقع خان أسعد باشا الشهير الّذي بناه صاحب قصر العظم في منتصف القرن التاسع عشر ويؤدي السّوق إلى سوق صغير آخر وهو سوق الصاغة الّذي تباع فيه أنواع المجوهرات والحلي الذهبية والفضية ويطل عليه الباب الجنوبي للجامع الأُموي.