يعتبر التون مايو الممثل الرسمي لنظرية العلاقات الإنسانية وأول روادها حيث أسهمت الدراسات التي قام بها مع زملائه في لفت الأنظار لدور العنصر البشري والعلاقات الإنسانية وتأثيرهما على السلوك التنظيمي.
أهم النتائج التي توصلت إليها نظرية العلاقات الإنسانية
من خلال التجارب والتي استمرت عدة سنوات وكانت نقطة تحول هامة في مجال الإدارة توصل مايو إلى النتائج التالية:
- إنّ علاقات السلطة والمسؤولية التي يفرضها التنظيم الرسمي الهرمي لا يتناسبان مع الطبيعة البشرية لأنّ الإنسان كائن حي لا يمكن أن نديره كيفما نشاء والتوافق الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية الجيدة بين العاملين هو العامل الأساسي الذي يؤثر على إنتاجية العمال.
- الحوافز المعنوية لها تأثير معنوي على زيادة الإنتاجية فحاجات الإنسان ليست كلها مادية بل منها معنوية لا يمكن أن يشبعها الحافز الاقتصادي فالرضاء الوظيفي للفرد لا يعتمد اعتماداً كلياً على المال.
- إنّ تقسيم العمل إلى جزيئات صغيرة والتخصص الزائد يؤديان إلى نتائج عكسية حيث سيصاب الفرد بالملل نتيجة أدائه لعمل بسيط منمط لساعات طويلة وسوف يشعر الفرد أنه آلة تعمل طوال ساعات العمل الرسمية بالإضافة إلى ذلك فإنّ التخصص الدقيق يشعر الفرد بالانعزالية.
- العمال لا يسلكون ويجابهون الإدارة وسياساتها كأفراد وإنما يسلكون باعتبارهم أعضاء في جماعات وبالتالي لا يمكن النظر إلى العمال على أنهم أفراد منعزلون كما فعلت النظرية الكلاسيكية بل يجب النظر إليهم باعتبارهم أعضاء في جماعات لها تقاليد وعرف يلزم بها الأفراد وتحرّك سلوكهم في اتجاه دون الآخر.
- السلوك الانفعالي له تأثير على فكرة الرشد الكاملة التي نادت بها النظرية الكلاسيكية وقد أكد مايو أيضا أن هناك علاقة أساسية ومباشرة بين الروح المعنوية والإنتاجية فكلما كانت المعنوية مرتفعة كانت الإنتاجية مرتفعة كما أكد انه للوصول إلى إنتاجية جيدة يجب توفير قيادة ديمقراطية تؤمن بالصداقة بين الرئيس والمرؤوس وبين أعضاء التنظيم وتؤثر في العادات والتقاليد.
- يجب أن يتم وضع الهيكل التنظيمي وتحديد المسؤوليات بناء على المبادئ التنظيمية التي نادت بها النظرية الكلاسيكية وتنمية شبكة الاتصالات الرسمية وغير الرسمية بين الوحدات الإدارية والجماعات داخل التنظيم لإشعار العاملين بمسؤوليتهم وأهمية الدور الذي يؤدونه في تحقيق أهداف التنظيم مهما قل شأن العمل الذي يؤديه الفرد.
- العلاقات الانسانية ودراسة مشاكل العاملين ومحاولة وضع حلول لها من قبل الإدارة تشكل وسيلة فعالة لرفع الروح المعنوية.
الانتقادات الموجهة إلى نظرية العلاقات الإنسانية في الإدارة
تعرضت أفكار مايو لانتقادات متعددة من قبل بعض المفكرين ومنها:
- أنّ العنصر البشري في العمل كان محور التركيز و الاهتمام وبتركيزها الشديد عليه أهملت الجوانب الأخرى في التنظيم كالجوانب الرسمية والمادية.
- ركزت نظرية العلاقات الإنسانية على الحوافز المعنوية وتجاهلت أثر الحوافز المادية.
- بالإضافة إلى أنها تعتبر التنظيم نظام مغلق وأن التنظيم يكون في حالة توازن إذا تحقق التعادل بين أهداف التنظيم وأهداف أعضائه كما أنها وضعت بعض الفرضيات التي لا تتسم بطابع الواقعية فلقد صورت الأفراد داخل التنظيم متحدين لكن في الحقيقة قد يكون هذا التصور صحيحاً في بعض الأحيان عندما تواجههم مشكلة تمسهم جميعاً عندها يعملون متحدين متفاهمين للقضاء على هذه المشكلة لكن هذا لا يعني عدم وجود بعض الخلاف والتناقض بينهم والتنافس والصراع على السلطة.
- كما غالت هذه النظرية في تقدير أهمية العوامل النفسية والعاطفية والمعنوية وخلق الجو الاجتماعي وسيادة المشاعر الأسرية التي ينبغي أن تكون العنصر الغالب في العلاقات بين الإدارة والعمال فإذا أعطي هذا الاعتبار الأهمية الأولى فلا يمكن للتنظيم أن يحقق زيادة الإنتاجية فإذا حقق بعض التقدم في مراحله الأولى فإنه مما لاشك فيه مع الاستمرار وتأكيد هذه المفاهيم سيترتب عليها حتماً نوع من التراخي وعدم الانضباط وبالتالي الإهمال ثم ضعف الإنتاجية الكلية.