الإدارة بالأهداف هي أسلوب عمل وفلسفة جديدة في مفهوم الإدارة الحديث الهدف منه زيادة الإنتاج وتسهيل عمليات تقويم الأداء وتوفير أسس جديدة لقياس النتائج الحاصلة من تضافر جهود العاملين في المنظمات الإدارية وهو أسلوب يشترك بموجبه الرئيس والمرؤوسون في كافة المستويات الإدارية في تحديد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الوحدات الإدارية التي يعملون فيها والتي يتكون منها الهيكل التنظيمي للمنشأة وذلك على ضوء الهدف العام للمنشأة ثم تحديد عناصر المسؤولية لكل موظف.
وهذا يتم من خلال وضع أهداف لكل منصب إداري وهو أساس أسلوب الإدارة بالأهداف كما تعتمد بشكل أساسي على الأداء وليس على الشخصية ثم تقويم قدراتهم عن طريق ما أنجزوه من أعمال وتقوم أيضاً على أساس المشاركة بمعنى اشتراك جميع العاملين من قمة الهرم إلى قاعدته في وضع الأهداف وهنا ينطبق عليها مبدأ الديمقراطية.
العناصر المكونة لنظرية الإدارة بالأهداف
إنّ منهج الإدارة بالأهداف يتكون من عناصر متعددة هي:
- الأهداف: وهي بيان بالنتائج التي ينتظر تحقيقها وتتكون الأهداف من الهدف الأساسي للمنظمة ومن أهداف الإدارات بدءاً من القمة وحتى القاعدة والتي يتم وضعها في ضوء الهدف الأساسي ومن أهداف الأفراد داخل كل إدارة.
- الخطط: وتتضمن الأنشطة التي بواسطتها سيتم تحقيق الأهداف.
- الأداء: وهو ما يجب على الفرد أن يفعله طبقاً للخطة حيث يتم وضع معايير على أساسها يراجع الأداء وتقوّم الإنجازات الفعلية.
- أحوال العمل: وهي تحديد الظروف المحيطة بمكان العمل.
- نقاط التفتيش: وهي مراجعات دورية يقوم بها الرئيس بالاشتراك مع المرؤوس لمراجعة الإنجازات في كل مرحلة من مراحل تنفيذ الخطة بغية تصحيح الانحرافات وعلاج المشاكل.
- تقويم الإنجازات: وهو اجتماع نهائي يراجع فيه الرئيس مع مرؤوسيه الإنجاز النهائي للأهداف.
- تركز الإدارة بالأهداف على النتائج المتوقعة من المناصب الإدارية وهذا ما يجعل منطق أي تعديل أو تغيير داخل المنشأة مستمداً من تلك الأهداف
- ترتكز أيضاً على ضرورة الاقتناع الشخصي بالعمل وخلق الدافع لدى الفرد وتحقيق الهدف بمستوى مقبول ومتطور من الكفاءة
- ترتكز الإدارة بالأهداف على مفهوم نظرية (y) في التنظيم التي تتلخص في أنّ الإنسان العادي يحب بطبيعته العمل وتحمل المسؤولية ويستخدم طاقاته في حل المشكلات.
- كما أنّ دور الرئيس المباشر يقتصر على التوجيه و التشجيع وتقويم الانحرافات التي قد تظهر خلال العمل.
الأغراض التي تسعى إلى تحقيقها نظرية الإدارة بالأهداف
إنّ هذا المفهوم للإدارة يسعى إلى تحقيق الأغراض التالية:
- رفع مستوى الكفاءة من خلال المشاركة والربط بين أداء وأهداف الفرد وأهداف المنظمة.
- المساهمة في تحديد نظم مقبولة للأجور والحوافز على أساس موضوعي.
- المساهمة في تحقيق التنسيق والرقابة الفعالة وقياس الأداء والحكم عليه بشكل مستمر عن طريق المراجعة الدورية.
يمثل هذا الأسلوب فلسفة تؤمن بأنّ الإنسان فرد ليس بطبيعته شخصاً كسولاً يكره العمل وضعيف الابتكار وإن الطريقة الفعالة لتحفيزه إيجابياً هي تحقيق ذاته بالإضافة إلى حاجاته الفسيولوجية وحاجات الأمان وأن الطريقة الفعالة لتحفيزه سلبياً هي التهديد بالعقاب عن الأخطاء وأحسن أسلوب رقابي هو الرقابة الذاتية وهذه الإدارة تؤمن بأنّ المنظمة لها أهداف والأفراد فيها لهم أهداف وأنه لا تعارض بين أهداف المنظمة وأهداف الفرد وهي بذلك تقوم على دعامتين أساسيتين هما:
- الإيمان بالإدارة كمنهج ديمقراطي يرتكز على المشاركة والتعاون.
- الالتزام بنهج إداري يقوم على التخطيط والترشيد ووضوح الهدف.
فلسفة الإدارة بالأهداف جامعة وشاملة لمفاهيم مدارس الفكر الإداري حيث أنّ الإدارة مرت بمراحل مختلفة ظهرت فيها مدارس فكرية كانت كل مدرسة منها تحاول أن تتلافى عيوب المدرسة التي سبقتها إلى أن جاءت الإدارة بالأهداف التي استفادت من مزايا المدارس السابقة وتجنّبت مشاكلها فقد استطاعت أن تدمج عنصري العمل والإنسان معاً وتمد نظرها إلى مصلحة العمل ومصلحة الأفراد معاً وكان تحفيزها للعمل مادياً ومعنوياً.