لقد أدى العيش في ظل الوباء إلى إعادة تشكيل صداقات أطفالنا بطرق غير مسبوقة، حيث أُجبر الأطفال على الابتعاد عن أقرانهم بسبب متطلبات التباعد الاجتماعي، مما تسبب في شعور الكثير منهم بالوحدة والعزلة والملل.
كانت الحياة في عزلة صعبة للغاية على الأطفال خاصة لأن حياتهم الاجتماعية تعطلت تماما، ولم يقتصر الأمر على تعاملهم مع حالة عدم اليقين في العام الدراسي، بل شعر الكثير منهم أيضاً بالوحدة أو القلق أو الكفاح من مخاوف الموت أو القلق بشأن المرض.
للوهلة الأولى قد تتساءل ما هي المشكلة الكبيرة في نظام التباعد الاجتماعي فقد لا يبدو ذلك رهيب، وخصوصا في نواح كثيرة بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها الآن، لكن التفاعل الاجتماعي مع الآخرين هو الطريقة الأساسية لتعلم الأطفال، وفي الواقع فإن البعض يقول أنه يعتبر عنصراً أساسياً ليس فقط لبناء العلاقات، ولكن أيضا لمهارات مثل التعاون، وحل المشكلات، والتواصل والتعلم.
تظهر الأبحاث المتزايدة الضرر الفوري والعواقب المستقبلية المحتملة للتباعد الاجتماعي على الأطفال، وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الأطفال يميلون إلى أن يكونوا أكثر ضعفاً من البالغين عندما ينقطع روتينهم وينقطعون عن الأصدقاء، فعندما يكون الطفل معزولاً عن أقرانه – إما بسبب مرض مثل السرطان أو جائحة مثل COVID-19 – تنقطع إيقاعاتهم الاجتماعية العادية ويؤثر ذلك على نموهم الاجتماعي.
على سبيل المثال وجدت إحدى الدراسات أن الناجين من سرطان الأطفال أفادوا ليس فقط أن لديهم عدداً أقل من الأصدقاء ولكن أيضاً المزيد من النضال في تكوين صداقات صحية.
عندما يتعلق الأمر بالانفصال عن مجموعات الأصدقاء، يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للخطر من غيرهم، على سبيل المثال الأطفال هم من بعض النواحي أكثر عرضة للعزلة والتوتر الناجمين عن العيش خلال الوباء، وبالمثل فإن الأطفال الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب الموجود مسبقاً وكذلك أولئك الذين يعانون من صعوبات في النمو والتعلم لديهم أيضاً تحديات فريدة تتعلق بالصداقة عندما يضطرون إلى الابتعاد عن المجتمع.
الفوائد غير المقصودة من الحجر
على الرغم من كل التحديات التي جاءت من قطعها شبكات الأصدقاء، وجدت بعض الأسر أن هناك بعض الفوائد غير المقصودة التي تأتي من العزل الاجتماعي، على سبيل المثال سمح الوباء بتقييم بعض الأطفال لبعض صداقاتهم بشكل خطير.
قد يكون لدى بعض الأطفال فرصة لرؤية أن بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون بجد للحفاظ على العلاقات معهم لم يكونوا أصدقاء جيدين في الواقع، بدلاً من ذلك ربما أدركوا أن بعض هذه العلاقات كانت مع أصدقاء وأعداء مزيفين.
فائدة أخرى من كل الوقت الذي تمكنت العائلات من قضاءه معاً، حيث ازدهر بعض الأطفال في العائلات السليمة بسبب وقت الترابط الإضافي الذي أمضوه مع أسرهم الأساسية.
فعندما تم فرض قيود صارمة على فيروس كورونا، كانت العائلات تقضي وقتاً أطول معاً وتتواصل بشكل أكثر، ونتيجة لذلك تشعر العديد من العائلات أنها تخرج من هذه الأزمة كعائلة أكثر تماسكاً.
كيف يمكنك مساعدة طفلك؟
1- قيّم مدى تأثر طفلك.
2- قم بإعادة دمج طفلك مع المجتمع بشكل بطيء.
3- اسمح لطفلك بالاتصال عبر الانترنت مع أصدقائه وذلك تحت إشرافك طبعاً.
4- ركّز على التعاطف والامتنان، واجعل أطفالك ينظرون إلى نصف الكأس الممتلئ دائماً.