اللعب نشاط يمارسه الطفل حيث يعبر من خلاله عن ذاته ويقوم بإشباع رغباته كما أنّ اللعب يعمل على تعزيز نمو شخصية الطفل وإعداده للحياة يقوم الطفل من خلال اللعب بإعادة بناء ميوله ورغباته واهتماماته وتدريب المهارات اللازمة لحياة البالغين.
من خلال اللعب يتفاهم الطفل مع الواقع ويراجع أفكاره ويشكّل وسائل تمكّنه من استخدام تلك الأفكار وتضمينها في سلوكه.
أهمية اللعب
تنمو شخصية الطفل عن طريق قيامه بنشاطات متعددة وسلوكيات مختلفة يمارسها وتظهر خصائص شخصيته وتتضح قدراته وتُعرف ميوله ورغباته.
فالشخصية تتشكل من خلال النشاط ونشاط اللعب هو أحد أهم النشاطات التي يمارسها الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة ويعتبر نشاط اللعب أكثر الأنشطة المسيطرة لما ينطوي عليه من حيوية وجاذبية ولما يحققه من متعة وفرح عند الطفل وما يحتاجه من حركات وأساليب ومهارات وقدرات.
وفيه تتشكل عمليات ذهنية ونفسية محددة ويُعاد تكوين بعضها الآخر ومن تلك العمليات التي تتكون في نشاطات اللعب عمليات التخيّل والتفكير والتذكّر أما العمليات التي يُعاد تكوينها وبناؤها في إطار هذا النشاط فهي عمليات التجريد والتعميم والتصنيف.
فاللعب في مرحلة الطفولة يعتبر وسيطاً تربوياً يدخل في تكوين شخصية الطفل وبنائها فهو يفضي إلى تغييرات جذرية ونوعية في التشكيل النفسي والاجتماعي والمعرفي للطفل بالإضافة إلى كونه منطلق للنشاط التعلّمي والتربوي الذي سيسيطر على الطفل في المرحلة المقبلة من عمره.
الأهمية النفسية والتربوية للعب
يتعلّم الأطفال من خلال اللعب أنماطاً سلوكية مختلفة عقلية ونفسية واجتماعية وحركية إنّ ما يقوم به الطفل من ألعاب حركية في مرحلة ما قبل المدرسة هي عبارة عن بداية تطوير مهارات الطفل وزيادة نموه المعرفي في المراحل العمرية المقبلة.
كما نجد أنّ الطفل يتقمص الأدوار المختلفة مع أقرانه حيث يقوم بأدوار الكبار ويكتسب بذلك سلوكيات تتعلق بهذه الأدوار كما يوفّر أسلوب اللعب للأطفال فرصاً للتفاعل لاجتماعي مع الآخرين.
وهذا التفاعل يساعد الطفل على التخلص من أنانيته وتمركزه حول نفسه كما يوفر له محفزاً داخلياً يدفعه إلى المزيد من التعلّم والنمو. ويمكننا مما سبق أن نستخلص الأهمية النفسية والتربوية للعب ونحددها في النقاط التالية:
- اللعب وسيلة تفاعل الطفل مع البيئة.
- اللعب وسيلة للتطور والارتقاء الذهني والفكري والجسدي.
- اللعب وسيلة تعلّم هامة للطفل حيث يوفّر الدوافع الداخلية للتعلّم والاستكشاف كما يساعد على تقريب المفاهيم.
- اللعب وسيلة هامة لاكتساب أنماط سلوك مختلفة.
- يوفّر اللعب فرص التفاعل الاجتماعي وبذلك يحوّل الطفل من تمركزه حول ذاته إلى تمركزه حول الآخرين.
- يراعي اللعب ميول الأطفال الطبيعية ويعمل على توجيهها وتنميتها.
- يرتبط اللعب بمراحل النمو عند الطفل فلكل مرحلة نمو توجد ألعاب خاصة بها وتختلف الألعاب من مجتمع إلى آخر.
وهذا ما يقودنا إلى القول بأن اللعب عبارة عن مقياس لنمو وتطوّر الطفل العقلي والمعرفي.
السمات التي تميّز اللعب عن العمل
- اللعب عبارة عن نشاط حركي أو عقلي مصدره طاقات الفرد.
- تُعد المتعة غاية اللعب والهدف الأول الذي يسعى إليه.
- اللعب عبارة عن نشاط تلقائي غير خاضع للإكراه أو القسر.
- يمارس اللاعب اللعبة بحرية تامة في إطار القواعد المتفق عليها في اللعبة.
- في اللعب لا مجال للربح أو الخسارة المالية من أي نوع كانت، ولا ينبغي أن يكون الربح المادي هو الهدف.
- يمارس اللعب بصورة فردية أو بصورة جماعية.
- يرتبط اللعب بالدوافع الداخلية للفرد.
- يؤدي اللعب إلى النمو والتطور والتعلّم ولكن هذه كلها نتائج جانبية بالنسبة للعب.
وفي ضوء ما سبق نجد أن اللعب نشاط كلي مركب وهادف تلقائي في الأصل يمتاز بالخفة والسرعة، ويشتمل على المتعة والتسلية ويمكن استثماره في نمو الأطفال وعلاجهم وتعلّمهم من بعض المشكلات النفسية التي يتعرضون لها فيدخل السرور والبهجة إلى نفوسهم، ويجعل حياتهم أكثر ألقاً وجمالاً وحيوية وفاعلية.