ظهر مفهوم التعلم النشط ( Active learning ) في تسعينات القرن العشرين ليؤكد على أهمية نشاط المتعلم ،ومشاركته الفعالة في التعلم ، وأثر ذلك في بناء تعلم أكثر ثباتاً واستخداماً في مواقف الحياة الواقعية ، وهو يتطلب من المتعلمين أن يستخدموا مهام تفكير عليا ( كالتحليل والتركيب والتقويم ) فيما يتعلمون , وتعود أهميته إلى كونه يركز على بناء شخصية متكاملة وإبداعية للفرد.
ويعد التعلم النشط من أهم طرق التعلم لكون الفرد فيه متعلم ومعلم في نفس الوقت ، حيث يشارك المتعلمون في الأنشطة بتفاعل ويكون ذلك ضمن بيئة تعليمية غنية ، تسمح لهم بالحوار البناء ، والمناقشة الثرية ، والأصغاء الإيجابي والتفكير الواعي ، والتحليل السليم ، والتأمل العميق لكل ما تتم قراءته أو كتابته أو طرحه من مادة دراسية أو أمور أو آراء ، بين بعضهم بعضاً.
فوائد التعلم النشط :
– يزيد من انسجام الأفراد أثناء التعلم
– يزيد من قدرة الأفراد على طرح حلول لمشكلاتهم
– يحفز الأفراد على طرح أفكار منوعة
– ينمي الرغبة في التعلم حتى الإتقان
– ينمي القدرة على التفكير والبحث
– ينمي القيم والاتجاهات الإيجابية
– يعزز روح المسؤولية والمبادرة لدى الأفراد
– يقوي سلوك التنافس الإيجابي بين الأفراد
– يعمل على مراعاة الفروق الفردية
– يجعل التعلم النشط عملية التعلم ممتعة
أهداف التعلم النشط نفسياً وتربوياً :
يعمل التعلم النشط على تدريب الأفراد على :
– الأسلوب العلمي في التفكير
– تنمية أسلوب الحوار والمناقشة المنظمة
– إكسابهم مهارات عملية متعلقة بالتجربة العلمية
– تحقيق التعلم الذاتي وفهم الخطوات
– تنمية الحس البحثي والتجريبي والنقدي
– تنمية مهارات الاستماع النشط والتواصل مع الأهل
– التفاعل مع التكنولوجيا وتوظيف مصادر المعرفة الحديثة ( الحاسوب – الأنترنيت ).
عناصر التعلم النشط :
هناك أربعة عناصر أساسية تمثل الدعائم المهمة للتعلم النشط:
– الكلام والاستماع
– القراءة
– الكتابة
– التأمل والتفكير
استراتيجيات التعلم النشط :
اولاً- المحاضرة المعدلة :
نعلم أن المحاضرة تُعطى بآلية التلقين حيث تعتمد على توصيل عدد كبير من المعلومات في وقت محدد ،ولكن التعليم النشط يمكّن المعلمين أن يعملوا على تعديلها بما يسمح للمتعلمين فهم واستيعاب الأفكار الرئيسية بإدخال بعض الأسئلة والمناقشات عن طريق التحفيز الذهني.
ثانياً- المناقشة :
هي إحدى أهم الطرق التي تعزز وتدعم التعلم النشط حيث تعتمد بشكل أساسي على الفهم ، فيتم في المناقشة تبادل الأفكار والآراء والخبرات بين الأفراد ، بما يحقق نشاط ذهني ومعرفي واجتماعي بدافعية عالية.
حيث يتم طرح أسئلة محورية تدور حول أفكار المادة المطروحة و بالتالي يتم مناقشتها من خلال تفسيرها وتحليلها وتقويمها.
وتتم المناقشة بأشكال متعددة منها :
المناقشة الجماعية – المناقشة في مجموعات صغيرة – المناظرة – الندوة.
ثالثاً- القصة :
تعد القصة إحدى أمتع استراتيجيات التعلم النشط لما تدخله من سرور في نفوس الطلاب.
حيث تنمي روح الخيال ، وتجذب انتباه الأفراد ، وتدعم مهارات التفكير وتتبع الأفكار ، ومن أهم خصائصها الانتباه والتركيز.
رابعاً- التعلم باللعب :
للعب أهمية كبيرة في التعلم وخاصة لتعلم الأطفال لأهميته لأي نماء عضوي ، ويعد بداية لنمو الأطفال معرفياً وعقلياً.
ويعد اللعب نشاط موجه لتنمية سلوكياتهم وقدراتهم العقلية والجسمية.
وللعب أنواع متعددة منها :
الألعاب التلقائية : وتكون افرادية ( استقصائية واستكشافية ).
الألعاب التمثيلية : مثل اللعب بالدمى.
الألعاب الإيهامية : وهي من الألعاب التي تركز على بناء النماذج مثل ( بناء الخيم – الصلصال – المعجون )
الألعاب الفنية : مثل ( الرسم – النحت)
الألعاب اللغوية : مثل ( لعبة حرف أسم )
الألعاب الثقافة : مثل ( الألغاز – الشطرنج )
خامساً- المسرحة :
تعد من أنواع التعلم النشط الهامة والمستخدم بشكل كبير وخاصة للأطفال ، حيث يتم تجسيد موضوع الفكرة المراد تدريسها بقالب مسرحي.
أنواع المسارح في التعلم النشط :
المسرح المدرسي – مسرح العرائس.
سادساً- لعب الدور :
يعد من الطرائق التي تحول المادة العلمية من مادة مجردة إلى مادة محسوسة.
ولاستراتيجية لعب الدور أنواع منها :
– الدور الناطق : ويقام به بتقمص شخصية معينة ويقسم إلى :
دور محكم بناء يكون مسبق التجهيز.
دور ارتجالي.
– الدور الصامت :ويكون بالتعبير بالحركة بدل الكلمة حيث يعتمد على الإيحاء والإيهام والرمز.
سابعاَ- حل المشكلات :
يتطلب وضع الطلاب بمواقف معينة تثير وتحفز تفكيرهم وتدفعهم إلى جمع المعلومات وتنظيمها واستنباط الحلول وتعميمها وفق خطوات متتالية :
الشعور بالمشكلة – تحديدها- صياغة الفرضيات – جمع المعلومات – اختبار صحة الفرضيات – التعميم.