تشمل مرحلة الطفولة الفترة الزمنية منذ الولادة وحتى بلوغ الطفل سن المراهقة ومرحلة النضج الجنسي ولا يعتبر إرشاد الطفل مسؤولية العائلة فقط بل يتعداه إلى مؤسسات أخرى مثل المدرسة ووسائل الإعلام المختلفة الموجهة للأطفال ومؤسسات الدولة المعنية برعاية الأطفال مثل مؤسسات الصحة ورعاية الأمومة والطفولة.
وبالنظر إلى أن الأطفال هم مرآة المجتمع وسرّ تقدمه وازدهاره كلما تقدم المجتمع بمستوياته الاجتماعية والاقتصادية والحضارية انعكس هذا التطور بصورة إيجابية على عالم الطفولة.
أهمية مرحلة الطفولة
تمثل الطفولة حجر الأساس في بناء الإنسان إذ تتشكل في هذه المرحلة ملامح الطفل ويتحدد مسار نموه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي وتتشكل قدراته واتجاهاته النفسية بالإضافة إلى أن الطفولة تعتبر الأساس في عملية التنشئة الاجتماعية التي من خلالها يمكن تحديد السواء والانحراف كما أن الأطفال يشكلون القوى التي تحرك عملية التنمية نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
مفهوم إرشاد الأطفال
تركز العلاقة بين المرشد والطفل على دراسة اتجاهات الأطفال وحاجاتهم وتوقعاتهم ويجب أن تكون هذه العلاقة مبنية على التقبل التام بين المرشد والطفل وتهدف هذه العلاقة إلى تعزيز نمو الطفل وتكيفه النفسي والاجتماعي وحل مشكلاته وتتم إما بشكل فردي أو جماعي لتحقيق أفضل مستوى ممكن من النمو المتكامل لجوانب شخصية الطفل والوصول به إلى التوافق النفسي والاجتماعي.
تتم عملية إرشاد الطفل عن طريق برامج متخصصة بهدف تحقيق التوازن بين خصائص النمو ومتطلباته ومساعدة الطفل في التعرف على إمكانياته وقدراته ومواجهة الصعوبات في كل مرحلة نمائية بهدف تحقيق الصحة النفسية للطفل.
يجب أن تتصف العلاقة بين المرشد والطفل بالمودة واللطف للتمكن من حل مشكلات الطفل من خلال استخدام طرائق الإرشاد الفردي والجماعي والأسري والسلوكي.
أهداف إرشاد الطفل
يمكن تحديد أهم أهداف إرشاد الطفل بما يلي:
- التعرف على حاجات الطفل والعمل على إشباعها وتسهيل نموه والعمل على تنمية قدراته وإمكانياته وتتمثل حاجات النمو في تنمية الإحساس والشعور باحترام الذات والقدرة على التعبير عن المشاعر والتعامل معها بطريقة بناءة وتعلم كيفية تحمل المسؤولية واكتساب الثقة بالآخرين وتعلم كيفية التعامل مع المواقف الجديدة غير المعتادة والتي يمكن أن يتعرض لها الطفل.
- مساعدة الطفل على استبصار ذاته وتزويده بالخبرات والمعارف اللازمة بالإضافة إلى تعليمه كيفية فهم خصائص البيئة التي يعيش فيها وإمكاناتها عن طريق خدمات الإرشاد التعليمية والتدعيمية.
- التعامل مع الحاجات الطارئة للطفل وأهم تلك المتغيرات تقبّل الطفل للتغيرات الأسرية المختلفة والتكيف مع الحوادث والخبرات النفسية السيئة والحوادث الاجتماعية المختلفة.
- تقديم الخدمات الإرشادية للطفل في سن مبكر وذلك بهدف التغلب على الصعوبات والمشاكل السلوكية كالخجل والعدوان ومحاولة استثمار جوانب القوة والتغلب على جوانب الضعف لديه وحل المشاكل الاجتماعية مثل السرقة والهروب والكذب والغش.
أهمية إرشاد الطفل
تعتبر المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل وما يصاحبها من تغيرات جسمية وعقلية وانفعالية واجتماعية الأساس في إرشاده فكل مرحلة عمرية تتميز بقدرات وتوجهات تتطور بتطور الطفل ويتحدد من خلالها الجوانب الإيجابية والسلبية في شخصية الطفل ويمكن تحديد أهمية إرشاد الطفل من خلال النقاط التالية:
- يتعرف الطفل من خلال برامج الإرشاد على كيفية إشباع بعض الحاجات وإرجاء الآخر إلى الوقت المناسب كما أنها تساهم في تعرف الطفل على حدود حقوقه وواجباته وكيفية مواجهة المشاكل بنجاح.
- تتم عملية الإرشاد من خلال التعاون مع الوالدين والمعلمين من خلال تقويم نتائج الإرشاد بعد تحديد المشكلة التي يواجهها الطفل.
- تعتبر السنوات الأولى للطفل المسؤولة عن تكوين الطفل وتشكل شخصيته وبالتالي يعتبر تقديم الخدمات الإرشادية في هذه السنوات الأساس فإذا اكتسب الطفل سلوكيات غير مرغوبة في تلك السنوات ولم تعدل أو تعالج سيكون من الصعب فيما بعد تعديلها ومعالجتها في مرحلة المراهقة.
- يساهم تقديم الخدمات الإرشادية في تسهيل نمو الأطفال والتعرف على حاجاتهم والمساهمة في إشباع تلك الحاجات.
- يتعرض الطفل في السنوات المبكرة إلى مشاكل تشتد وتتفاقم خلال مراحل النمو اللاحقة وتنعكس هذه المشاكل سلباً على مفهوم الذات للطفل وتوافقه وصحته النفسية وبالتالي فإن تقديم خدمات إرشادية في سن مبكرة تساهم في التحكم بأسباب تلك المشاكل التي يواجهها الطفل.