Iyad Jamal
من الأمور الهامة التي يتخذها المسؤول عن عمليات الشراء هي تحديد أسعار السلع التي يحتاجها المشروع فمن الضروري أن يكون السعر المدفوع للمورد موازياً للأسعار التي يدفعها الآخرون.
العوامل التي تؤثر على تحديد السعر
السعر هو الذي يضمن ديمومة التوريد بالجودة المحددة وفي المكان والوقت المناسبين فالسعر يجب أن يكون كافياً لتغطية تكاليف المورد فالسعر المرتفع بالنسبة للمشتري سيجعله في وضع حرج من حيث زيادة التكاليف وقلة الأرباح.
و يتأثر السعر بعوامل مختلفة فالوضع الاقتصادي بما فيه من ركود وكساد وازدهار تؤثر على العرض والطلب وعلى كميات المواد كذلك الأوضاع الاجتماعية ومستوى المعيشة وكذلك الأوضاع الدولية تؤثر على مستويات الأسعار واتجاهها وعوامل أخرى تتعلق بالمشروع المورد مثل البضائع الجديدة والدخول في أسواق جديدة وتحقيق الأهداف في الربح.
ومن هنا على المورّد تغطية جميع مصاريفه وتحقيق ربح عادل لأداء مهمته في توريد السلع بكفاية ومهارة وعندما يعجز عن تحقيق هدفه فإنه لن يكون قادر على الاستمرار في عمله وستنعكس على جودة السلع التي يطلبها الزبائن.
وعادة ما يحدد سعر السلعة بحسب نوع هذه السلع والمواد الأولية وهي مواد مستخرجة من الطبيعة ولم تجر عليها أي عمليات صناعية أساسية فأسعار هذه المواد في أي لحظة زمنية تعتبر أقل أهمية من تحديد اتجاه أسعارها في الأجل الطويل وبالنسبة للمشروع الصناعي يمكنه تأجيل متطلباته من هذه المواد حتى انخفاض الأسعار.
أما بالنسبة للمواد المصنوعة التي يقوم بإنتاجها عدد كبير من المصانع المتخصصة تعتبر أسعار هذه المواد ثابتة إلى حد ما بالمقارنة مع المواد الأخرى وخاصة المواد الخام يقوم المشروع المشتري بالحصول على أسعارها عن طريق الموردين ومندوبيهم. والكاتالوجات الموزعة أو عن طريق وسائل الإعلان وبعد الحصول على الأسعار يتم انتقاء المواد ومصدر التوريد الأنسب والأفضل سعراً.
وهناك سلع لا تحتاج للتمحيص والتدقيق في الأسعار قبل الشراء لهذه المواد ودون الحاجة إلى كاتالوجات واستفسارات من الموردين أو إجراء الدراسات حول الأسعار وهذا ينطبق على المواد المنخفضة القيمة نسبياً ويتم توريدها عادة على أساس الثقة وبناء على طلبيات من المشتري الذي يلجأ إلى أخذ عينة عشوائية من الطلبيات الموردة وتحديد كيفية وضع السعر والأسس التي اعتمد عليها من أجل وضع الأسعار.
تحديد سعر التجهيزات والآلات
فيما يخص التجهيزات والآلات التي يحتاج إليها المشروع لفترة طولية والتي تعتبر أسعارها مرتفعة نسبياً والتي يحتاجها المشروع في العمليات الاستثمارية فأسعارها ليست واضحة حيث يقوم المشروع بطلب استفسارات سعرية من الموردين على مواصفات المواد وتاريخ تسليمها والأسعار وعند وصول الرد تعطى الفرصة للأفضل في تلبية الشروط.
وعادة ما تتم هذه العمليات عن طريق المناقصات والظروف المختومة وإنّ عمليات الشراء التي تتم عن طريق المناقصات لا تحتاج مفاوضات بين البائع والمشتري حول السعر لأنه غالباً ما يكون اختيار مصدر التوريد الأقل سعراً لكن هذا لا يعني أنه لا حاجة لإجراء مفاوضات حتى تكتمل عملية الشراء بين البائع والشاري وذلك عند إمكانية تعديل السعر أو عند الصعوبة في تحديد أوقات التسليم وتحديد مواصفات المواد بشكل دقيق وخاصة بالنسبة للسلع المعقدة الصنع.
ويعتمد نجاح هذه المفاوضات على مهارات كليهما وعلى تحديد الأهداف المرجوة والاستراتيجيات الممكنة والمتوقعة وتتضمن المفاوضات مناقشات بناءة حول السعر والتكلفة والطلب من المورد وعدم الاستغلال وجعل أسعاره متوازية مع أسعار المشاريع الأخرى وأيضاً تشتمل على تحديد كيفية التعاون لتعديل السعر إلى الأعلى أو الأدنى عند تغيير التكاليف في المستقبل.
