اللغة هي أداة نستخدمها في التواصل مع المحيط ومن خلالها نعبر عن جملة الأحاسيس والمشاعر والأفكار التي تعترينا فما هي وظائف اللغة؟
وظيفة التواصل
تقسم وظيفة التواصل في اللغة إلى قسمين متكاملين هما:
- الوظيفة الاتصالية تقوم اللغة بدور الوسيط الذي ينقل المعلومات ويستقبلها كما تلعب دوراً هاماً في التفاعل بين الأفراد وهذا جوهر الوظيفة الاتصالية.
- الوظيفة التجريدية تكون اللغة في الوظيفة التجريدية أداة لتشكيل الرموز التي تساعد الفرد على فهم المجتمع.
ويمكننا أن نلخص وظائف الاتصال اللغوي بهذه النقاط:
- يعطي مجالاً للتواصل البشري ويؤمن فرصاً للتفكير والاطلاع والحوار وتبادل المعلومات في المجالات المتنوعة كما يبعد الفرد عن العزلة ويساعده على الانخراط في مجتمعه.
- يتيح التواصل الفرصة للتعرف على آراء الآخرين وأفكارهم عن طريق الاستماع والمشاركة في الندوات والحوار والمناقشة والمحاضرات فيتفاعل المرء مع الجو العام ومع نفسه ما يساعده على تكوين شخصية مستقبلية في المجتمع.
- يساعد الأفراد والمجتمعات على نقل الحضارات والتقاليد من مجتمع إلى آخر.
- الاتصال اللغوي عبر الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب يقدّم للمجتمع التسلية والترفيه والتثقيف.
- يقدم خدمة إعلانية لأصحاب السلع والمنتجات حيث يتمكن هؤلاء من نشر الإعلانات والترويج للمنتجات في مختلف وسائل الإعلان والتواصل.
- يغني عملية التعليم والبلاغة كما يعمل على ترفيه المجتمع.
- يتم فرض النظام بواسطته ويتم التخلص من الفوضى.
ويلخّص “ألبرت” وظائف اللغة الاجتماعية في مجال التواصل بما يلي:
- تتحول الأفكار والمعارف التي يمتلكها البشر إلى قيم اجتماعية عندما يتم استخدام اللغة.
- تقوم اللغة بالمحافظة على الإرث المجتمعي من تراث وتقاليد على مرّ العصور.
- تقوم بتغيير سلوك الفرد وميوله ليتناسب سلوكه مع تقاليد المجتمع وعاداته.
- تزوّد الفرد بأدوات التفكير.
وظيفة التعبير
يرى الفيلسوف الأمريكي “جون ديوي” أنّ الوظيفة الأساسية للغة هي وظيفة التواصل وأن التعبير ما هو إلا ضرب من التواصل إذ يقول إننا نفتقد في الوقت الحالي كثيراً من الدراسات الأدبية واللغوية باستبعاد العنصر الاجتماعي فاللغة تعالج في الأغلب في كتب التربية على أنّها مجرد التعبير عن الفكر.
حقاً اللغة أداة منطقية ولكنها أساساً وقبل كل شيء أداة اجتماعية واللغة سبيل التفاهم فهي الإدارة التي يشارك بها الفرد مع غيره أفكارهم ومشاعرهم.
وحين تعالج اللغة على أنها طريقة لحصول الفرد على المعلومات أو استعراض ما تعلّمه فإنها تفقد دافعها وهدفها الاجتماعي.
ويرى “فيجوتسكي” أنّ ثمة وظيفة اتصالية اجتماعية للغة في حين يرى كل من “دارون” و”سبنسر” و”ميللر” أن وظيفة اللغة تتجلى في التعبير عن المشاعر والأحاسيس والعواطف والانفعالات . وبالتالي نجد أن اللغة هي الوسيلة التي نستطيع من خلالها التعبير عن المشاعر والأحاسيس التي بداخلنا ولولاها لما تمكنا من إبراز هذه الأحاسيس وإيصالها إلى الآخرين.
وظيفة التفكير
يذهب طه حسين في كتابه “مستقبل الثقافة في مصر” إلى أننا نفكر باللغة وأنها أداة التفكير.
فهو يعتبر أن الإنسان حين يفكر فهو يشعر بوجوده وحاجاته المختلفة وعواطفه المتباينة وميوله المتناقضة وبالتالي الإنسان لا يفهم ما يدور في نفسه إلا بالتفكير فهو يفكر باللغة.
فاللغة ليست أداة للتواصل مع الآخرين والتعاون الاجتماعي فقط بل هي أداة نستخدمها في التفكير وعن طريقها نعبر عن الحسّ والشعور.
ويرى علماء النفس اللغوي أنّ اللغة والفكر عبارة عن وحدة متكاملة غير قابلة للانفصال عن بعضها فكلاهما يكمل الآخر. حيث يعتبر “وطسن” أن الكلام هو عبارة عن أفكارنا ونحن نعبر عن هذه الأفكار بمفردات مسموعة أو غير مسموعة.
ويعتبر الفيلسوف “لوك” أن الفكر ينشأ أولاً ثم تأتي اللغة فتقوم بتجسيده.
أما الفيلسوف الفرنسي “كوندياك” يعتبر أن عملية التفكير نفسها مستحيلة بغير اللغة ورموزها فلا معرفة بدون تحليل ولا تحليل بدون رموز أي بدون ألفاظ.