يرتبط اللعب ارتباطاً وثيقاً بالطفل وبحياته ويجعل الأطفال متفاعلين مع البيئة المحيطة بهم وهو يكوّن شخصية الطفل وينمّي سلوكه ويؤثر في خصائص الطفل الجسمية والعقلية والانفعالية وقدرته على مواجهة المشاكل والتغلب عليها ولكي نوظف اللعب توظيفاً جيداً من أجل التأثير في شخصية الطفل يجب أن ننوّع الألعاب بحيث تغطي كافة احتياجات النمو لديهم.
وظائف اللعب في التربية
للعب عدة وظائف في التربية أهمها:
- تخليص الطفل من الأنانية فاللعب يجعل الطفل يتقبّل الآخرين ويلعب معهم ويشاركهم.
- يشبع ميول الأطفال ويلبي رغباتهم.
- يعلّم اللعب الأطفال قواعد التواصل الاجتماعي وكيفية الالتزام بها.
- وسيلة للعلاج حيث يتم استخدام اللعب لعلاج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية والنفسية.
- اللعب من أهم وسائل التعليم وتبسيط المفاهيم وإدخالها لذهن الطفل.
اللعب التمثيلي
حيث يقوم الطفل فيه بأخذ أدوار الكبار وتقمصها وهذا اللعب ينمي الفكر الإبداعي للأطفال فهو لعب مليء بالخيال والاكتشاف وينفّس من خلاله الطّفل ويفرّغ المشاعر كالغضب والتوتر والحزن والفرح وهذا النوع من اللعب يساعد الطفل على فهم الناس من حوله كفهمه لدور الأم أو الأب أو المعلم أو الجندي ويعلّم هذا النوع من الألعاب الطفل الإعداد للحياة وهو لعب علاجي أيضاً.
الألعاب الفنية
تؤثر هذه الألعاب في الوجدان وفيها تذوّق للجمال وحسّ بالفن كالرسم مثلاً وفي مراحل الطفولة الأولى تكون عبارة عن خربشات وشخبطة وفي المرحلة من عمر 3 إلى 5 سنوات يطوّر الطفل الخطوط ويكوّن نمطه الخاص به ويلونها بالألوان التي يختارها.
وفي المرحلة الثالثة التي تبدأ من عمر 5 سنوات وما فوق يستخدم الخطوط لتمثّل الواقع وتكون هنا رسوم الأطفال رسوم شخصيات أو أشياء من واقعهم أو رسوم من البيئة المحيطة بهم وهذه الرسومات أداة للابتكار والإبداع والتذوق ويمكن من خلالها تشخيص الاضطرابات عند الأطفال ومعالجتها.
اللعب يوجه الأطفال نحو المهن
يدرك الأطفال باللعب أنفسهم والعالم المحيط ويتعلمون فيه المهارات ويتبين من خلال اللعب مدى إمكانياتهم ونمو شخصياتهم فهو يشبع ميولهم ومن خلال اللعب يبدي الأطفال اهتماماً بالمهن وأعمال المستقبل الذين يرغبون بها حيث يتأثر الأطفال بوالديهم وأقاربهم وبمعارفهم.
لذلك يجب أن نتيح للأطفال فرص التعرف إلى أدوات العمل ووسائله حيث يتعلم الأطفال عن طريق اللعب الذي يقلدون فيه الكبار الكثير من المهارات اليدوية والقدرات العقلية ويتعلم الطفل كيف يختار الأدوات المناسبة لإنجاز الأعمال والأهداف.
اللعب والأسس النفسية
اللعب يعبر عن دوافع الأطفال كاكتشاف البيئة مثلاً لذلك يجب عدم قمع الفرص وإتاحتها أمام الأطفال للعب ويجب إعطاء الطفل حريّة لاختيار ألعابه وحده والمشاركين معه فيها.
ينمو اللعب مع نمو الطفل فهو موجود في مراحل النمو المختلفة للطفل ولهذه المراحل قوانين وقواعد ولكل منها خصائص متميزة فالمراحل الأولى استكشافية والتي تليها مراحل اللعب بالدمى ثم مرحلة اللعب الجماعي وهكذا.
ممارسة الألعاب تعتمد على النضوج والتدريب فالنضج له علاقة بالتطوّر العضوي للطفل والتدريب يعتمد على الممارسة.
إنّ النشاطات في الألعاب تنتقل من البسيطة إلى المعقدة فالطفل ينتقل من ركل الكرة البسيط في السنين الأولى إلى لعب كرة القدم في العاشرة من عمره.
الألعاب الثقافية
هي النشاطات التي تجذب اهتمام الفرد وتساعده على كسب المعلومة والتعرف على البيئة المحيطة بسهولة وهذه النشاطات غالباً ما تكون نشاطات عقلية ذهنية.
كمشاهدة المسرحيات أو مطالعة الكتب أو مشاهدة البرامج التلفزيونية والسينمائية أو تصفح المجلّات أو الألعاب الفكرية كالشطرنج وهذه النشاطات تطوّر الفرد وترفع مستوى الثقافة والمعرفة لديه وتساعده على الاندماج بالمجتمع.