بالنظر إلى الماضي وكل ما مر به من أحداث أعانتنا على اكتشاف الأماكن المظلمة من حياتنا فإننا ندين للحياة ونمتن لها فالشكر والامتنان أمر مهم للغاية والقلب الذي لا يشعر بالامتنان هو قلب لا يمكنه تذوق الفرح والسعادة والاستمتاع بالنعم.
في الحياة الكثير من الدروس يمكنها أن تكون مليئة بالمرح بدلاً من الألم وكلما امتن الإنسان لأشياء صغيرة في الحياة ظهرت له أشياء أكبر من مصادر غير متوقعة لذلك على الإنسان أن يستقبل يومه الجديد بكل شوق ولهفة.
وإذا وجدت أن أمورك لا تسير كما تريد لعل هذا الأمر يعود إلى أن الامتنان لديك يحتاج إلى قليل من الحب فكن أكثر امتناناً وكن مستعداً لأن تعطي فكلما أعطيت وكنت شاكراً يندفع الخير إليك من كافة الأنحاء وعطاؤك يزيد من إعطائك فكن كريماً مثل الحياة واعط كما تعطي هي.
الشعور بالرضا
الامتنان ينمو بالممارسة وكلما شكرنا ازداد حصولنا على المزيد من الأشياء التي تستحق الشكر والإنسان ينظر إلى تجاربه في الحياة إما بعين الرفض والنقص أو بعين القبول والرضا فالإنسان الخائف لا يصل إلى أهدافه ويجد حواجز بينه وبينها أما الإنسان المحب يصل إلى ما يتمنى بسهولة لذلك اجعل الحب شعاراً لك بدلاً من الخوف فالحب لن يخذلك وهو ليس بعيد عن الشكر والامتنان ويجعلك تكتشف ذاتك بشكلٍ أفضل.
قوة الامتنان الخفية
للامتنان قدرة على تخليص الإنسان مما يحزنه حيث أن تقديره الناس له وشكرهم له يزيد من سعادته وسروره فإذا شعر الإنسان بعدم التقدير من محيطه يجب أن يتذكر المواقف والأشياء الرائعة التي تشعره بالبهجة فالشكر لما يملكه الإنسان طريقة ممتازة للتخلص من الإحساس بالعجز أو النقص.
و يساعد على نسيان المشكلات التي اعترضه فهو يبعد التركيز عن المواقف السلبية ويوجه الإنسان لما هو إيجابي ويجعله في حالة من الفرح والحبور.
الامتنان للماضي أيضاً يشعر الإنسان بالسعادة في الحاضر ويساعد في استرجاع الذكريات السعيدة لذلك علينا دائماً تذكّر الجوانب الايجابية في كل شخص حولنا ولا يجب الاهتمام بالجوانب السلبية والسيئة.
يجب أن أبحث دائماً في الأشخاص عن شيء جدير بالامتنان والتفكير فقط بالصفات الحسنة لديهم والاحتفاظ بها في العقل أما باقي الأشياء يجب أن تذهب وتتلاشى وتمحى من ذاكرتي.
علينا أن نسأل نفسنا على الدوام كيف ساعدنا هذا الشخص لإدراك جوانب روحنا؟ وكيف دفعنا باتجاه معين في هذه الحياة؟
يجب أن نعتمد الامتنان غير المشروط في تعاملنا مع الآخرين حيث لا نواجه الناس الذين نحبهم بأي عتاب فالامتنان يشبه التسامح وهو يحرر الإنسان من سجن الانتقام والكره فالامتنان غير المشروط يقدم لنا الهدايا والهبات العظيمة أهم هذه العطايا الرائعة البصيرة النافذة فهو يجعلنا نرى الأمور بشكل أوضح فلا نسيء فهم الأشياء ولا الحكم عليها بالضرر والظلم لأنه بالنهاية حكم خاطئ مبني على إدراك أساسه ناقص ومحدود.
حدود الامتنان
عندما يكون الشخص غير ممتن لا يلاحظ الآخرون ذلك ولكن عندما يقدم لهم هدية أو شكراً لا يتوقعونه تحدث أمور ساحرة في علاقته معهم كأنه مغناطيس شديد الجاذبية.
لذلك يجب أن أكون ممتناً لكل ما في الحياة من أشياء كالأصدقاء والصحة ونعمة العائلة والوظيفة الجميلة حتى يجب أن يصل الامتنان إلى أصغر الأمور كتناول تفاحة مثلاً .
والاستمتاع بطعمها الامتنان مثلاً لدفء النار في فصل الشتاء البارد فالشعور بالامتنان لهذه الأمور يجعلها تزيد وتكثر لذلك فإن حدود الامتنان واسعة تشمل كل ما في الحياة وكلما وسعت دائرة امتنانك وشكرك كلما زادت نعمك وسعادتك.