الحياة من منظورنا الشخصي غير عادلة ، مهما كنا نعيشها بطريقة صحيحة ومستقيمة ، فلابد أن تفاجئنا بمشاكلها وصعابها ، ولكن إن لم نتعامل مع هذه الظروف والمشاكل بشكل جيد سنصاب بنوع من أنواع الألم النفسي ، الذي سوف يسبب لنا مشاكل وضغوطات في المستقبل.
كيف نتعامل مع تراكمت الألم النفسي الموجودة داخلنا من سنين :
الألم النفسي أشبه بكائن طفيلي ولِدَ نتيجة تراكمات من تجارب حياتية مؤلمة ومزعجة ، ولم نستطع مواجهتها أو تقبلها في اللحظة التي نشأت فيها.
خصائص الألم النفسي :
يعيش الألم النفسي داخل صورتنا الذاتية ( الوصف الذي نصف به نفسنا أو رؤيتنا لنفسنا ) وخصوصاً في الجزء المختص والمسؤول عن مشاعرنا والذي يعبر عما يدور داخلنا من ألم أو حزن أو فرح.
أعراض الألم النفسي :
خروج ردود أفعال من قبلنا مبالغ فيها وأكبر من حجم الموقف المتعرضين ليه.
في لحظة سريعة يتم تكرار ذكريات مؤلمة قديمة مررنا بها أو تخيل لحظات أو مواقف من الممكن أن تمر بنا في المستقبل ، وهذا يجعل من طاقتنا سلبية ، ويعمل على هز الصورة الذاتية داخلنا ، وهذا يؤدي إلى هدم العلاقة القائمة مع الأشخاص المقابلين.
أطوار أو مراحل الألم النفسي :
أول مرحلة وأصغرهم هي المحفزات :
الأثر الذي تتركه المواقف داخلنا مثال : أن يصفني أحدهم بالفشل أو مرورنا بمواقف مؤلمة ، وهنا تكون مرحلة الألم النفسي في بدايتها ، وتكون في صورة غير نشطة ، وتنشط نتيجة تكرار المحفزات ومنها :
محفزات جسدية : من الممكن أن نكون تعرضنا لحادث صغير في صغرنا وجرحنا بجروح متعددة وكان هذا في الماضي ، وفي الوقت الحالي عند تعرضنا لأي جرح جسدي مماثل من الممكن أن يعمل على تحفيز هذا الألم داخلنا.
بالإضافة إلى المحفزات العاطفية والأحداث والأوقات ، ومن الممكن أن تكون تغيرات فيزيولوجية في الجسم مثال :خلال مرور الإناث بمرحلة الدورة الشهرية ، التي تؤدي بدورها إلى تقلبات في المزاج وحالة نفسية سيئة ، أو احساسنا اتجاه رائحة ما أو مشهد معين.
المرحلة الثانية مرحلة التغذية :
يكون الألم النفسي داخلنا في مرحلة نشطة ولكنه في مرحلة صغيرة بعد ، وعند تغذيته بالألم سواء كان ألم شخصي أو ألم الناس من حولنا ، يقوم بامتصاصها ليكبر حجمه.
المرحلة الثالثة مرحلة السيطرة :
في هذه المرحلة يكون الألم النفسي في مرحلة متقدمة ، ونتيجة تأثره بالمواقف السابقة جميها ، يبدأ بإنشاء ألام متعددة في النفس ويسيطر علينا بأفكار سلبية منها : أننا أشخاص سلبيون ووحيدون وفاشلون.
ملاحظة : كلما كانت مرحلة التغذية أكثر كلما كان انتاج الألم أكبر.
هناك العديد من الأشخاص نتيجة الآلام النفسية الكبيرة الموجودة في حياتهم والتي باتت جزء منهم ، أصبحوا يتلذذون في الألم الذي يستقبلوه.
الحلول الموجهة لتخليصنا من الآلام النفسية :
نحن في الحقيقة مختلفين عن آلامنا النفسية ، فهي مكونة من الألم بالمقابل نحن كائنات مكونة من الحب وهذه الصفتان لا تشتركان مع بعضهما بأي شيء.
1- لنتعرف أين هي محفزاتنا ، يجب أن نبتعد على أي محفز يعمل على تنشيط آلامنا النفسية ، وأن نسيطر على مشاعرنا وأفكارنا عند وقوع نفس الحدث.
2- تركيزنا على اللحظة المتواجدين فيها وابتعادنا عن التفكير في ما حصل ، أي ذكرى حصلت في الماضي هي وهم في الحاضر ولا وجود لها.
3- أن نقنع انفسنا بأن لا قيمة للماضي في اللحظة الحالية ، وأننا لا نستطيع التحكم بالمستقبل.
4- علينا تقبل الألم والتعلم منه ، وأن نستفيد من تجاربنا السابقة التي عملت على صقل شخصيتنا الحالية ، وأن نتعامل معه على أنه المعلم والمنقي لشخصيتنا.