هل الأبداع موهبة تولد وتنمو مع الإنسان ، أو أنها صفة نستطيع أن نكتسبها من خلال التدريب والمحاولة.
فالتفكير الإبداعي عبارة عن مهارة بسيطة ، نستطيع ممارستها والقيام بها بأي وقت وفي أي مكان ، فهي لا تتطلب منا ذكاء حاد أو مجهود جسمي ، وما يزيدها متعة أننا نملك فيها حرية كاملة دون قيود ( فكر كما تشاء ).
فالإبداعية تعني أن تمتلك القوة والقدرة في توسيع خيالنا وتقديم أكثر ما لدينا من امكانيات، فالعديد من الأشخاص الناجحين اليوم هم عبارة عن أشخاص يمتلكون قدرة عظيمة للتفكير بطريقة إبداعية.
لحسن الحض أننا نستطيع اكتساب مهارات الإبداع عن طريق عدة استراتيجيات و خطوات مهمة.
الاستراتيجيات التي تستطيع أن تطور قدراتنا العقلية :
أولاً- اغتنام التحديات والمشكلات اليومية:
إحدى أهم مهارات الإبداع هي القدرة على التعرف على المشكلة والتعامل معها بطريقة عقلية إبداعية ،
ففي كل يوم هناك العديد من الفرص التي لا حصر لها ، والتي تقدم نفسها لتكون نواة لفكرة إبداعية جديدة. مثلاً: عندما تحدث مشكلة لحاسوبنا الشخصي فنحن أمام خيارين ، أما حجز موعد مع فني متخصص بإصلاح الحواسيب ، والانتظار لوقت طويل ، بالإضافة لدفع مبلغ مالي كبير من أجل برمجته وصيانته ، أو اللجوء إلى الخيار الثاني وهو تجربة قدراتنا ومواهبنا وذلك عن طريق الاستفادة من محركات البحث والإنترنيت للوصول إلى حلول سريعة وتوفيرية.
لذلك يمكن أن نقول أنه لا يوجد نقص في الفرص لتطوير قدراتنا في التفكير الإبداعي ، لكن علينا تعلم كيفية احتضان المشكلة والتعامل معها بطريقة إبداعية.
ثانياً- المخاطرة :
تعد المخاطرة من السمات الرئيسة للمتميزين والسبب في ذلك يعود إلى أن المخاطرة من صميم الإبداع ، فلا يوجد مبدع وصل دون مخاطرة ، فكل فشل نواجهه يزيد من إبداعنا ، وذلك عن طريق توليد معلومات وأفكار جديدة لم تكن موجودة من قبل، كما أنه لا يمكن أن نصبح مبدعين عظماء مالم يكن لدينا رغبة في المخاطرة ، والتعامل مع ما يسميه الأشخاص العادين الفشل.
ثالثاً- تقبل الغموض :
يفضل الكثير من الناس أن يكون كل شيء واضح لا لبس فيه ، ومثل هذه النظرة تقوم بتجفيف منابع الإبداع ، لذلك من الضروري تقبل الغموض في حياتنا كمرحلة أولية نحو الأفكار العبقرية ، ويؤكد هذه النظرية اختبار TORANCE للتفكير الإبداعي ، وهو أحد الاختبارات المهمة في هذا المجال ، حيث يؤكد أهمية تقبلنا الغموض في العملية الإبداعية وذلك عن طريق مقاومة الأسئلة المغلقة بسرعة كبيرة وذلك بفتح المزيد من الاحتمالات ، وتوفير المزيد من الخيارات الإبداعية للوصول إلى أفكار أكثر ابداعاً.
رابعاً :استخدام التفكير البديل :
للحصول على أفكار إبداعية غالباً ما يكون هناك حاجة إلى النظر بالمشكلة بمنظور جديد. مثال: إذا كانت المشكلة تتعلق بالهندسة الميكانيكية فأنه بالإمكان عرض المشكلة على مهندس معماري للخروج بأفكار جديدة من وجهة نظر مختلفة.
بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام تقنيات واستراتيجيات بديلة أخرى تولد أفكار جديدة مثل طريقة العصف الذهني ، التي يمكن من خلالها جمع العديد من الأفكار عن طريق المشاركة المعرفية بين الافراد.
لذلك يجب علينا أن نفكر جيداً كيف يجب أن نفكر ، ونعيد النظر في طريقة تفكيرنا للتخلص من الأوهام والقناعات التي تقيد التفكير ، ونصحح من أنماط التفكير الخاطئة مثل:
- التعميم
- التبسيط المخل
- النظرة السوداء
- الحكم المسبق
- الخوف من الأخطاء عند السؤال
- الخوف من نقد الاخرين عند السؤال أو النقاش
فنحتاج إلى تغيرها بتفتيح عقولنا على خيارات لم نفكر فيها من قبل :
علينا أن نكون شجعان واثقين من أنفسنا وتقبل نقد الأخرين عند السؤال ، أو حين تجريب شيء جديد.
يجب أن نكون متشوقين لنسأل لماذا يكون ؟ ولماذا لا يكون؟
ولتكون مبدعاً يجب عليك أن تكون مؤمن بأنك قادر على أن تكون مبدعاً ، والتساؤل الدائم حول الفرضيات الموجودة وما هي الحلول ، والمحاولة في حل المشكلات بطرق جديدة وإبداعية مخالفة لما سبق ، فيتم تقيم الفكرة والمحاولة في تعديلها أو تغيرها.
كيف نقتل الفكر الإبداعي؟
يقتل الفكر الإبداعي عندما نستخدم كلمات تشعرنا بالإحباط والفشل مثل :
- هذه الفكرة خاطئة لن تعمل.
- سمعنا بالأفكار هذه كثيراً
- الواحد لا يجد الوقت لأشياء جديدة
- نحن لسنا علماء
- العالم جرب كل الحلول.
وفي النهاية أن نبدع معناه أن نطلق العنان لإمكانيات عقلنا لطرح أفكار جديدة خارجة عن المألوف.