آثار عدم الثقة في الناس وكيفية العلاج

إن الشعور بأنك لا تثق في الناس يمكن أن يضر بقدرتك على تكوين العلاقات والحصول على المساعدة عندما تحتاج إليها والمشاركة بشكل كامل في مجتمعك، ففي حين أنه من الطبيعي أن تختلف مستويات ثقتك بناءً على تجاربك الاجتماعية ، فقد يكون الافتقار الكبير للثقة علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة.

آثار عدم الثقة في الناس

عندما تنكسر الثقة، غالباً ما يكون من الصعب وضع إيمانك بالناس في المستقبل، ومع ذلك قد تؤذيك مشكلات الثقة أيضاً على المدى الطويل لأنها تمنعك من التواصل مع الآخرين أو تلقي الدعم عندما تحتاج إليه.

يمكن أن يؤثر عدم القدرة على الثقة بالناس على صداقاتك وعلاقاتك الرومانسية، لذلك إذا كانت الثقة تمثل مشكلة بالنسبة لك، ففكر في التحدث إلى معالج حول هذه المشكلات، حيث يمكن لاختصاصي الصحة العقلية أن يساعدك من خلال تعليمك كيفية الوثوق بالآخرين وتكوين علاقات صحية معهم.

عدم القدرة على الوثوق بالآخرين لا يؤثر فقط على سلوكك؛ يمكن أن يؤثر أيضاً سلباً على كيفية استجابة الآخرين لك، حيث أن الأبحاث أظهرت أنه من المرجح أن يستجيب الآخرون بمزيد من السلبية عندما يعلمون أنك لا تثق بهم.

في إحدى الدراسات، الأشخاص الذين يعرفون أن الآخرين لا يثقون بهم شعروا بمزيد من المشاعر السلبية، وكان لديهم آراء أقل من أولئك الذين لا يثقون بهم وكانوا أقل ميلاً للتصرف بطرق الإيثار تجاه أولئك الذين لا يستطيعون الوثوق بهم.

يمكن أن يؤثر هذا أيضاً على كيفية استعداد الناس للتصرف في المواقف الاجتماعية، فعندما لا تثق في الناس، قد تقل احتمالية تفاعلك معهم، وغالباً ما تكون نتيجة ذلك فرصاً اجتماعية أقل، وعلاقات أقل، ودعم اجتماعي أقل، وفي النهاية، فرص أقل للآخرين لكسب ثقتك.

خلاصة: عندما لا تثق في الناس، فإنك تواجه وقتاً أكثر صعوبة في تكوين علاقات مع الآخرين، وعندما يشعر الآخرون أنك لا تثق بهم، فمن المرجح أن يستجيبوا لك بطرق سلبية.

كيف تبدأ الثقة في الناس مرة أخرى؟

حتى إذا وجدت صعوبة في الوثوق بالناس، فقد تساعدك بعض الاستراتيجيات على تعلم كيفية تكوين علاقات أفضل وتصبح أكثر ثقة في المواقف المختلفة.

أولاً: ابدأ باستعادة الثقة تدريجياً

ابحث عن طرق صغيرة للثقة في الناس، فالثقة دائما مسألة درجة، قد تثق في بعض الأشخاص ببعض الأشياء ولكن لا تثق في الآخرين.

هناك طريقة جيدة لتصبح أكثر ثقة وهي أن تدفع نفسك للثقة بالآخرين بجرعات صغيرة حتى تتمكن من الوثوق بشيء أكثر أهمية، بمجرد أن يثبت شخص ما أنه قادر على كسب ثقتك عندما يتعلق الأمر بالأشياء الصغيرة، فقد تجد نفسك أكثر راحة في الاعتماد عليها أكثر.

ثانياً: إبقى إيجابياً

حاول أن تكون متفائلاً بشأن الآخرين، ابدأ بالاعتقاد بوجود أناس طيبين هناك، وقد يساعدك التعامل مع المواقف الاجتماعية بعقل متفتح وعقلية متفائلة على الشعور بقدر أقل من عدم الثقة في الناس بشكل عام.

ثالثاً: ثق بعناية

إذا كنت تثق بسهولة، فقد تجد نفسك تتعامل مع خيبة الأمل، لذا ابدأ بتعلم الثقة في الناس إلى الدرجة التي يتطلبها الموقف.

في كثير من الحالات، قد ينطوي ذلك على ثقة أكثر سطحية تستند إلى مجموعة من التوقعات المتفق عليها بشكل متبادل، فأنت تثق في الميكانيكي الخاص بك لإصلاح سيارتك، ويثقون في أنك ستدفع لهم مقابل العمل الذي قاموا به، وفي حالات أخرى قد تجد أن بعض الأشخاص قد أثبتوا أنهم جديرون بالثقة وصادقون.

يعد توخي الحذر وتباين مستوى ثقتك وفقاً لتقارب العلاقة ممارسة جيدة.

رابعاً: تحدث إلى معالج

إذا كان عدم ثقتك بالناس يؤثر على قدرتك على العمل بشكل طبيعي أو يسبب لك الضيق، فيجب أن تفكر في التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية، حيث يمكن أن تساعدك عدة طرق علاجية مختلفة في العمل على الأفكار السلبية الكامنة التي قد تؤثر على قدرتك على الثقة.

يمكن للمعالج أيضاً مساعدتك في ممارسة المواقف الاجتماعية وتطوير مهارات جديدة للتأقلم قد تكون مفيدة عندما يتعلق الأمر بتعلم كيفية الوثوق بالناس. أيضاً يمكن أن تكون العلاقة العلاجية مع معالجك فرصة ممتازة للتعلم وممارسة الثقة في شخص آخر.

خلاصة

قد يستغرق تعلم الثقة بالناس مرة أخرى بعض الوقت. ابدأ على نطاق ضيق، وحافظ على عقلية متفائلة، والتحدث إلى أخصائي الصحة العقلية، كلها استراتيجيات يمكن أن تكون مفيدة