لعل تغذية الطفل منذ الشهور الأولى وحتى اكتمال النمو عنده هي من أهم الأمور التي تشغل بال وذهن الوالدين ولا شك في أن هناك العديد من الصعوبات التي تعترض طريقهم ومنها مشاكل الأكل عند طفلهم.
ضعف الشهية للطعام
قد يقلق الوالدان ويبديان انزعاجاً عندما يتمنع طفلهما عن تناول الطعام ويبحثان هنا وهناك عن هذه المشكلة وهنا لا بد من معرفة فيما إذا كان ضعف الشهية للطعام عند الطفل دائماً أو مؤقتاً. ومعرفة موعد حدوثه فجائياً كان أم تدريجياً ففقد الشهية الدائم سببه عوامل مزمنة في حين فقد الشهية المؤقت يعود إلى عوامل طارئة والفقدان الفجائي للشهية يترافق عادة بأعراض معينة كارتفاع درجة الحرارة أو الحزن أو الغضب أو التقزز.
وعلى الأهل أن يحددوا فيما إذا كان الطفل يتناول بعض المأكولات دون غيرها أم أنّ ضعف الشهية عنده موجود تجاه جميع المأكولات.
وهل يظهر هذا الأمر في كل الأوقات أم في مناسبات معينة كتناوله الطعام لوحده أم الأكل على مائدة غير متنوعة في أصنافها وغير ذلك.
أسباب ضعف الشهية للطعام
1. أسباب عضوية
ترتبط القابلية للطعام وطرق تمثيله في الجسم بالنشاط الغددي لدى الإنسان وهناك علاقة وثيقة بين حياة الطفل النفسية والجسمية وتعتبر بعض الأمراض كالتهاب اللوزتين أو أمراض الجهاز الهضمي أو أمرض الأسنان والفم من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف شهي الطفل للطعام ونفوره من تناوله.
كما توجد عند بعض الأشخاص خصائص جسمية عامة مصاحبة لفقد أو ضعف الشهية فالأشخاص ذوي الجسم الطويل والنحيف تكون شهيتهم قليلة للطعام بعكس الأشخاص ذوي الجسم الواسع الثخين.
2. أسباب نفسية
تؤثر الانفعالات بشكل شديد ومباشر في القناة الهضمية المعوية حيث أظهرت الدراسات والبحوث الفيزيولوجية أنّ جهاز الهضم يختل ولا يؤدي عمله أثناء مرور الشخص بالحالات الانفعالية الشديدة.
فيتوقف عن إفراز العصارات الهضمية أو يقل إفرازها وتتعطل العمليات اللازمة للهضم وقد وجد أنّ الأمراض المعدية والمعوية في الأغلب ذات منشأ نفسي بسبب الحياة الانفعالية المضطربة للشخص.
قد يفقد الطفل شهيته للطعام بسبب خوف أو قلق أو حزن أو انعدام الشعور بالأمان عند فقد أحد الوالدين.
وقد يكون فقد الشهية أو ضعفها حيلة شعورية أو لا شعورية يقوم بها الطفل بهدف عقاب أحد الوالدين أو عقاب ذاته أو بهدف جذب اهتمام والديه والسيطرة عليهما.
لذلك يتوجب على الأهل تأجيل وجبة الطعام عندما يكون الطفل في حالة انفعالية شديدة حتى يهدأ ولا بد من التأكيد أنّ إجبار الطفل على تناول طعامه دون مراعاة حاجاته الجسمية يؤدي إلى اضطراب فقد الشهية.
3 . أسباب اجتماعية
يتسبب سلوك الأهل مع طفلهم أثناء إطعامه بإعراض الطفل عن الطعام ونفوره منه فعندما يصفقون ويهللون أو يسردون قصة ما أثناء إطعامه أو يعدونه بشيء ما ومنحه بعض الجوائز ليأكل طعامه كل هذه الأمور تزيد المشكلة تعقيداً.
القيء
وهو عملية إرجاع الطعام من المعدة إلى خارج الفم ويصيب القيء كل الأطفال في كل الأعمار وبسبب الحساسية الجسمية والنفسية عند الطفل يعتبر القيء من أكثر الأعراض شيوعاً عند الأطفال ويترافق ذلك مع ارتفاع في درجة الحرارة والإسهال.
وكل تلك الأعراض إذا اختفت وبقي فقدان الشهية عند الطفل فيجب على الأهل البحث عن الأسباب النفسية التي سببت القيء وما هو التوتر الانفعالي الذي أدى به إلى هذا الحال ويجب التأكد من أن القيء عنده كان عرضياً أو حدث بشكل متكرر وفيما إذا كان قد ارتبط بمناسبة معينة أو لا.
أسباب القيء
- أسباب عضوية كالأمراض المعدية والمعوية.
- التهديد والعقاب.
- حيلة مصطعنة من الطفل لجذب اهتمام والديه أو حيلة دفاعية للتعبير عن احتجاجه على بعض الظروف الأسرية.
- قد يحدث القيء عند طفل مرهف الإحساس إذا شاهد أحداً يتقيأ كتقليد للآخرين لذا يجب على الأهل التنبيه إلى الانعزال عن الآخرين أثناء التقيؤ.
الشراهة في الأكل
قد تكون الشراهة عند الطفل ناتجة عن إصابته بالديدان المعوية أو اضطراب ما في الغدد وقد تكون الشراهة مصدراً للشعور بالرضا النفسي والتعويض عن مشاعر الحرمان.
وقد تكون الشراهة في تناول الطعام هي وسيلة للطفل يتخذها للدفاع وحماية ذاته من أشياء يدركها ويعرفها بأنها مصدر خطر ومن أحد أسباب الشراهة هو الإفراط المتعلم والمكتسب في الطعام.
الوقاية والعلاج
1. العلاج الطبي للأمراض الموجودة عند الطفل.
2. عدم إجبار الطفل على تناول الطعام وتقليل وقت وكمية الوجبة حتى لا يشعر الطفل بالملل.
3. تجنب إعطاء الطفل مأكولات خفيفة بين الوجبات والتي من شأنها تقليل شهية الطفل.
4. تجنب الجدال والخلافات أثناء تناول الطعام.
5. تقديم الطعام في أوقات هادئة وجذابة.
6. إشراك الطفل في انتقاء الطعام وإعداده في عمر مبكر.