علم الحراج

تستعمل كلمة الحراج منذ القدم للدلالة على مكان كثيف الشجر يصعب اجتيازه كما أنّ كلمة غابة مستعملة أيضاً منذ وقت طويل عند العرب.

فالغابة هي الأجمة ذات الشجر المتكاثف وقد استعملت كلمتي حراج وغابة بشكل عام للدلالة على الأماكن التي تكثر فيها الأشجار وتعد الأشجار عنصراً هاماً في تحقيق التوازن البيئي.

 بالإضافة إلى الفوائد التي يجنيها الإنسان من الأشجار وهنا برزت أهمية تأسيس علم خاص بها يساهم في استدامتها وزيادة فوائدها وهو علم الحراج الذي يعتمد على علوم متنوعة مثل علم البيئة النباتية وعلم التربة والفيزيولوجيا والاقتصاد وغيرها.

فروع علم الحراج

هو أحد فروع العلوم النباتية الذي يهتم بدراسة الغابات الطبيعية من حيث التركيب والاستثمار كما يهتم بزيادة إنتاج الغابة كماً ونوعاً وأيضاً دراسة التشجير الحراجي الاصطناعي بالأشجار الخشبية ويعتبر علم الحراج علماً واسعاً مقسماً إلى عدة فروع أهمها:

1- الندرولوجيا أو علم الشجر وهو فرع يهتم بالنبت الحراجي المتخشب من حيث تصنيفه وصفاته النباتية وطبيعة نموه ومتطلبات البيئة المناسبة والتوزع الجغرافي وذلك عندما ينمو بشكل طبيعي دون تدخل الإنسان واستعمالاته وكذلك خصائص الأخشاب وأهمية الأنواع الحراجية في التشجير الحراجي.

2- علم البيئة الحراجية ويدرس العلاقات المتبادلة بين النبت الحراجي والبيئة المحيطة التي تمثل مجموعة العوامل المناخية والحيوية الأرضية والطبوغرافية التي تؤثر بالنبت الحراجي في موقع ما حيث تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لتؤلف الوسط النباتي ويقسم علم البيئة الحراجية إلى قسمين:

علم البيئة الحراجية الذاتية وهو العلم الذي يهتم بدراسة تأثير مجموع العوامل البيئية الخاصة بنوع حراجي معين ويبحث في أسباب وجود ونجاح نوع معين في وسط ما.

القسم الثاني فهو علم البيئة الحراجية الاجتماعية ويدرس تأثير مجموعة العوامل البيئية في المجتمعات الحراجية ككل والغابات.

3- علم تربية وتنمية الغابات وهو أحد فروع علم الحراج الذي يهتم بالعلاقات التي تجري في الغابة من تجديد وتربية وتحسين منذ بداية تأسيسها وحتى بلوغها مرحلة النضج بهدف زيادة إنتاجية الغابة والحفاظ على استمراريتها للقيام بدورها البيئي والوقائي.

4- إدارة الغابات وتنظيمها والتي تهتم عادة بتحديد الأهداف المنشودة من غابة ما واختيار الأسلوب والإجراءات الواجب اتباعها لتحقيق هذه الأهداف مع الأخذ بعين الاعتبار الدور البيئي والاجتماعي والاقتصادي الذي يمكن للغابة أن تؤديه على المستوى المحلي والعالمي.

تمثل إدارة الغابات مجمل الوسائل الفنية والخطط والبرامج الموضوعة من قبل الإدارة الحراجية بهدف تنظيم الغابات واستثمارها بأفضل الظروف الممكنة أما تنظيم الغابات فهو تقسيمها إلى وحدات إدارية بحدود وأهداف ثابتة ومعلومة المحتويات بحيث يشرف عليها متخصصون في هذا المجال.

5- تكنولوجيا الأخشاب التي تهتم بدراسة المنتجات الرئيسية للغابات وهي الأخشاب من حيث صفاتها وإمكانية استخدام العلم الحديث لرفع قيمتها الاقتصادية بأكثر الطرق كفاءةً إضافة إلى إمكانيات تصنيعها وتسخيرها لخدمة المجتمع.

6- التشجير الحراجي ويتضمن دراسة أسس إنتاج الغراس في المشاتل واختيار الأنواع الملائمة للتشجير وإعداد الأرض المخصصة للتشجير.

7- القياسات الحراجية حيث يعنى هذا الفرع من علم الحراج بدراسة وتطوير طرق قياس الأشجار في الغابة وأجهزتها كما يتناول دراسة معدل النمو والزيادة بالحجم وإمكانية الاستثمار إضافة إلى جمع المعلومات عن واقع الغابة وتحليلها وتنظيم جداول الحجوم والإنتاجية وتطوير طرق القياسات والاهتمام بالأجهزة المخصصة لهذا العلم.

8- السياسة الحراجية حيث تهدف السياسة الحراجية إلى تحديد أهداف وأولويات طرق الاستفادة المستدامة من الثروة الحراجية لأهداف إنتاجية أو وقائية أو سياحية أو اجتماعية مع الاهتمام بتطوير هذه الثروة للأجيال القادمة.