عندما يستخدم شاب الإنترنت أو التكنولوجيا لمضايقة شخص آخر أو تهديده أو إحراجه أو استهدافه، يُطلق على هذا الشخص اسم متنمر عبر الإنترنت، عادةً ما يشمل التنمر عبر الإنترنت المراهقين؛ ولكن ليس من غير المألوف أن يتعرض البالغون للتنمر عبر الإنترنت والتشهير العام أيضاً.
بالمقارنة مع التنمر التقليدي، غالباً ما تكون تأثيرات التنمر عبر الإنترنت أكثر أهمية، حيث أن الرسائل المؤذية لا تصل فقط إلى جمهور غير محدود، ولكن غالباً ما يتم الاحتفاظ بالكلمات والصور على الإنترنت.
حتى إذا حذف شخص ما منشوراً وضيعاً، فلا تزال هناك احتمالية أنه متاح في شكل ما مثل لقطة شاشة أو رسالة نصية مشتركة، والأسوأ من ذلك أن أولئك الذين يستهدفهم المتنمرون عبر الإنترنت لا يعرفون في كثير من الأحيان من يتنمر عليهم، لذلك ليس لديهم في كثير من الأحيان طريقة لإنهاء ذلك.
أنواع التنمر الإلكتروني
الأطفال متصلون بالإنترنت الآن أكثر من أي وقت مضى، فهم يستخدمون هواتفهم الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم كل يوم ليس فقط للبحث عن مواد للمدرسة ولكن للتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء وأفراد الأسرة.
في الواقع، تعد الرسائل النصية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أفضل الطرق التي يتواصل بها الأطفال مع الآخرين.
ولكن تماماً مثل أي نشاط اجتماعي آخر، فإن فرصة التنمر موجودة، ففي حين أن هناك عدداً من الطرق التي يتنمر بها الأطفال على الآخرين عبر الإنترنت فإن غالبية المضايقات عبر الإنترنت تقع في واحدة من خمس فئات. وتشمل هذه المضايقات وانتحال الهوية واستخدام الصور وإنشاء مواقع الويب والتشهير بالفيديو.
أولاً: المضايقة
يعد مضايقة شخص ما طريقة شائعة للتنمر عبر الإنترنت، ويحدث هذا النوع من التنمر الإلكتروني عندما يستخدم شخص ما التكنولوجيا لتعذيب شخص آخر، وإحدى الطرق التي يضايق بها الأطفال الآخرين هي الانخراط في حروب تحذيرية، يحدث هذا عندما يستخدمون زر الإبلاغ عن موقع ما كطريقة لإيقاع شخص آخر بمشكلة أو طرده دون اتصال حتى عندما لا يفعلون شيئًا خاطئاً.
يشارك الأطفال أيضاً في الحروب النصية أو الهجمات النصية، ويحدث هذا النوع من المضايقات عندما يتجمع الأطفال على الهدف ويرسلون مئات الرسائل النصية، لا تسبب هذه الهجمات اضطراباً عاطفياً فحسب، بل تؤدي إلى إنشاء فاتورة هاتف محمول كبيرة إذا لم يكن لديك رسائل نصية غير محدودة.
قد ينشر الأطفال أيضاً تعليقات فظة أو لئيمة أو مهينة في خيار الدردشة في مواقع الألعاب عبر الإنترنت أو على مواقع التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Twitter و Instagram.
ثانياً: انتحال الهوية
شكل آخر شائع من أشكال التسلط عبر الإنترنت هو انتحال الهوية، حيث ينتحل شخص ما هوية شخص آخر عبر الإنترنت.
على الرغم من وجود عدد من الطرق التي يمكن للأطفال من خلالها تحقيق ذلك، فإن أحد أكثرها شيوعاً هو اختراق الحساب أو سرقة كلمة المرور وإجراء تغييرات على ملف تعريف الهدف.
بمجرد وصولهم، قد ينشرون أشياء جنسية أو عنصرية أو غيرها من الأشياء غير المناسبة لتدمير المكانة الاجتماعية للهدف وسمعته، أو قد يتحدثون مع أشخاص آخرين وهم يتظاهرون بأنهم الضحية، حيث سيقولون أشياء بذيئة بغرض الإساءة إلى أصدقاء أو معارف الهدف وإغضابهم.
إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى حساب الشخص، فهناك تكتيك آخر شائع الاستخدام وهو تطوير اسم أو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي مشابه لاسم الهدف ثم نشر ملاحظات وقحة أو مؤذية أثناء التظاهر بأنه الهدف، ويمكن استخدامها لجعل الحساب يبدو أصلياً.
ثالثاً: الصور غير اللائقة
في بعض الأحيان، يستخدم الأشخاص الذين يمارسون التنمر الإلكتروني على الآخرين الصور للتسلط على الأشخاصالآخرين أو خزيهم، وقد تتضمن هذه الصور صوراً محرجة أو غير لائقة إما تمت مشاركتها بشكل خاص معهم أو تم التقاطها دون علم الهدف كما هو الحال في غرفة خلع الملابس أو الحمام أو غرفة الملابس.
ثم يستخدمون هذه الصور كأسلحة وينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي أو على مواقع مشاركة الصور ليتمكن أي شخص على الإنترنت من مشاهدتها وتنزيلها. في أوقات أخر ، وقد يرسلون رسائل بريد إلكتروني جماعية أو رسائل نصية تتضمن صوراً عارية أو مهينة للهدف.
رابعاً: إنشاء موقع
في بعض الأحيان، يقوم الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عبر الإنترنت بإنشاء موقع ويب أو مدونة أو استطلاع لمضايقة شخص آخر.
على سبيل المثال، قد يجرون استطلاعاً عبر الإنترنت حول هدف أو عدة أهداف، وقد تتضمن الأسئلة في الاستطلاع أسئلة مؤذية للغاية مثل مطالبة الأشخاص بترتيب أقرانهم حسب مظهرهم أو وزنهم.
في أوقات أخرى، سينشئ المتسلطون عبر الإنترنت موقعاً إلكترونياً أو مدونة حول الهدف الذي يكون محرجاً أو مهيناً، حتى أنهم قد ينشرون المعلومات الشخصية والصور الخاصة بالهدف مما يعرضهم لخطر الاتصال بهم من قبل المحتالين أو سينشرون الشائعات أو يروون الأكاذيب أو القيل والقال عن الضحية عبر الإنترنت من خلال مواقع الويب أو المدونات.
خامساً: فيديوهات محرجة للضحية
كثيراً ما تُستخدم مقاطع الفيديو للتسلط عبر الإنترنت وتُستخدم لإحراج المستهدفين وإحراجهم، على سبيل المثال قد يقوم الشخص الذي يتنمر عبر الإنترنت بالآخرين بتحميل مقطع فيديو لشيء مهين حدث للهدف ونشره على YouTube أو قد يشاركه عبر البريد الإلكتروني الجماعي أو الرسائل النصية.
في مواقف أخرى، قد يتسبب الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عبر الإنترنت في وقوع حادث يتسبب في انزعاج الهدف أو انفعاله ثم تسجيل الواقعة، وغالباً ما يشار إلى هذا النوع من النشاط باسم الاستدراج عبر الإنترنت.
في أوقات أخرى، سيقومون بتسجيل حادث تنمر ومشاركته لاحقًا، وقد تتضمن هذه المواقف طفلاً واحداً أو أكثر يصفع أو يضرب أو يركل أو يلكم الهدف، وحتى اللحظات المحرجة التي تحدث في المدرسة أو في المجتمع يمكن تسجيلها ومشاركتها لإحراج الشخص المستهدف والتنمر عليه.