الرسوم هي نوع من إيرادات الاقتصاد العام التي تحصل عليها الدولة باعتبارها شخصاً عاماً يتمتع بالحقوق السيادية فالرسم مبلغ نقدي يدفع للدولة أو للمؤسسات العامة بشكل إجباري مقابل الحصول على منفعة معينة من خدمة تقدمها الدولة له وقد تضاءلت أهمية.
الرسوم في الإيرادات العامة حيث اقتصر دورها في تمويل المرافق العامة التي تؤدي بعض الخدمات والتي تعود بنفع خاص للأفراد إلى جانب النفع العام.
عناصر الرسم
1- الرسم مبلغ نقدي : وهذا يتوافق مع التطور الحاصل في اتخاذ النفقات والإيرادات العامة للطابع النقدي.
2- الطبيعة الإجبارية للرسم : وهذا ما يؤكده صدوره بموجب قرار من قبل السلطة العامة بقانون أو بناء على قانون.
فالدولة تجبر الأفراد على تلقي خدمة معينة تقدمها لهم وبالتالي دفع الرسم المقابل لها مثل رسوم النظافة ورسوم التعليم الإلزامي وغيرها وهناك رسوم تدفع مقابل حصولهم على خدمات معينة ومضطرين لها سيكونون ملزمين بدفعها.
ومثال ذلك الرسوم الجامعية ورسوم جواز السفر فالاختيار يكون بالحصول على الخدمة أو عدم الحصول لكنه إذا قرر طلبها فيفرض الرسم بشكل إجباري.
3- فرض الرسم مقابل الانتفاع بخدمة معينة : أي أنّ الرسم مرتبط دفعه بنفع يعود على دافعه فقيام المصالح العامة بنشاطها الوظيفي قد يفيد بعض الأشخاص فائدة خاصة مثل التعليم الجامعي فتفرض على هؤلاء رسوماً وقد يكون النفع الخاص لبعض الأشخاص أكثر من غيرهم فتفرض عليهم رسوماً مقابل هذا النفع الخاص.
4- تحقيق نفع عام مع النفع الخاص: فالنفع الخاص الذي يحصل عليه الفرد من خدمة المرفق العام يرافقه نفع عام يعود للمجتمع ككل وما اختلف عليه كتاب المالية العامة أنّ البعض يرى ضرورة التناسب.
بين قيمة الرسم والخدمة الخاصة التي يحصل عليها الفرد والبعض الآخر يرى أنه لا ضرورة لتحقيق هذا التناسب ذلك أن بعض الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين بأقل من نفقة إنتاجها وهناك رسوم تفرض بأكثر من الخدمة المقدمة وبالتالي تحقيق فائض تستخدمه الدولة في تغطية نفقاتها.
الفرق بين الرسم والضريبة
على الرغم من الاتفاق بينهما من حيث المبلغ النقدي والصفة الجبرية والاستخدام إلا أنه يوجد بعض الاختلافات:
- الرسم يحدد بحيث لا يتجاوز نفقات الخدمة بينما الضريبة تحدد وفق المقدرة المالية للمكلف.
- الرسم يدفع مقابل خدمة معينة بينما الضريبة تدفع بصفة إجبارية دون حصول دافعها على مقابل.
هذا وقد يحصل التباس في التمييز بين الرسم والضريبة وذلك عند عدم مراعاة التناسب بين قيمة الرسم والخدمة أو بسب مراعاة المراكز المالية لبعض الفئات في المجتمع.
الفرق بين الرسم والأتاوة
الأتاوة تعني مبلغاً نقدياً تحصل عليه الدولة جبراً من أصحاب العقارات نتيجة ارتفاع أسعارها بعد قيام الدولة ببعض الأشغال كبناء جسر أو حديقة ويتناسب مبلغها مع النفع الحاصل وعلى الرغم من التشابه بينها وبين الرسم إلا أن هناك اختلاف بينهما:
- الأتاوة تقتصر على حالة العقارات.
- الأتاوة تدفع لمرة واحدة فقط بينما الرسم يدفع كلما حصل على الخدمة.
- الأتاوة يدفعها مالكي العقارات التي تحسنت عقاراتهم.
الفرق بين الرسم والسعر العام
ويظهر ذلك في كل مما يلي:
- يتحدد السعر العام طبقاً لقوانين العرض والطلب في سوق المنافسة بينما الرسم فيتحدد جبراً.
- يفرض الرسم ويعدل بقانون أما السعر العام فيحدده بقرار إداري ويعدل كذلك.
- في حالة السعر العام فالنفع الخاص الذي يعود لدافعه هو الغالب ويتمثل هذا النفع بالربح عامة بينما الرسم فنجد أنّ الخدمة التي يحصل عليها دافعه فتعود بنفع خاص إلى جانب تحقيق نفع عام وتصدر عن مرفق عام حيث أنّ هذا المرفق لا ينشأ بغاية الربح بل بقصد تسيير المصالح العامة.