الغيرة :
تنشأ العديد من المشكلات النفسية لدى الأطفال بسبب موضوع الغيرة ، وهذا التعريف ينطبق على الغيرة المرضية التي تعد من بين العوامل النفسية المؤذية بالنسبة للطفل.
إن الغيرة واحدة من العواطف البشرية ، مثلها في ذلك مثل الحب أو الكره ، ولا بد للأسرة هنا من تقبّل هذه الحقيقة ، وتتعلم كيفية الاستجابة لها في أسرع وقت ممكن.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الغيرة مفيدة للإنسان في كثير من الأحيان ، فهي تدفعه نحو التفوق ، ولكنها قد تسبب مشكلات عديدة في نفس الوقت للأسرة بأكملها إذا لم يتم التعامل معها بشكل علمي وعملي صحيح.
كما تعد من المشكلات السلوكية عند الأطفال ، وهي عبارة عن انفعال ينشأ من الإحباط ومن القلق الناتج عن شعور الطفل بنقص اهتمام ومحبة الوالدين له.
أسباب الغيرة :
- إحساس الطفل بالإحباط : وهذا ينتج في الواقع من خلال تكرار العديد من العبارات السلبية من قبل الأهل وتوجيهها لهُ ، بالإضافة إلى شكله الذي قد يكون مختلفاً عن باقي إخوته أو أقرانه ، مما يزيد من شعوره بالغيرة ، وهنا لا بد من معرفة الأهل كيفية التعامل في مثل هذه المواقف.
- رغبة الطفل في تملّك والديه : وهو أيضاً شعور طبيعي خصوصاً في أول سنين عمره ، إذ لا يدرك أنهما منفصلان عنه.
- ولادة طفل جديد داخل العائلة.
- حالة الأسرة الاقتصادية : فهي من الأمور الهامة لأنها تسبب في كثير من الأحيان عدم قيام الأهل بإعطاء أبنائهم ما يلزمهم من الحاجات الأساسية والثانوية ، الأمر الذي يتسبب في الشعور بالغيرة من الأطفال الآخرين.
- تمييز الأطفال عن بعضهم بعضاً من قبل الأهل.
- عدم الاهتمام بإظهار صفات الطفل الإيجابية أمام الآخرين ، وتكرار مدح الأطفال الآخرين بدلاً من ذلك.
مظاهر الغيرة :
- الغضب.
- الميل إلى الصمت.
- مظاهر نفسية كالحزن واليأس والبكاء.
- مظاهر جسمية تظهر على شكل صداع ، وشعور بالتعب وتوتر نفسي يؤدي إلى القيء والاضطرابات المعوية.
- الميل إلى التحايل.
- التعبير بشكل سلبي عن الغيرة كالصراخ مثلاً وتخريب أشياء الأخرين ، والاعتداء الجسدي أو اللفظي على الأطفال الآخرين ، أو حتى على الأهل والأقارب.
علاج مشكلة الغيرة :
- جعل الطفل يشعر بقيمته وأهميته في منزله ومدرسته وبين زملائه .
- جعل الطفل يحترم الآخرين ، وخصوصاً محبة أهله لإخوته.
- رفع الثقة في ذات الطفل ، وهذا الأمر مهم جداً.
- جعل العلاقات القائمة في المنزل علاقات قائمة على العدل بين الجميع ، دون تمييز أحدهم على الآخر، بغض النظر عن جنسه أو عمره ، أو أي شيء أخر.
- يجب على الوالدين أن يكونا واضحين بشدة حول الربح والخسارة في الحياة بشكل عام ، فجعل الطفل يظن أنه سوف يفوز دوماً فيه ضرر كبير بالنسبة له مستقبلاً.
- القيام بدمج الطفل بمجتمعه وأقرانه ، وحثه على تكوين الصداقات أكثر فأكثر مما يبني لديه ثقة أكثر في نفسه ، وجعله يشعر أنه مقبول اجتماعياً مع المحيطين به.
- عدم التفرقة بين البنين والبنات في المعاملة ، لأن القيام بمثل هذه السلوكيات يؤدي إلى نفور الأطفال من بعضهم البعض ضمن الأسرة الواحدة ، وقد يزيد من غرور البعض بسبب تمييز الأهل لهم.
- يجب على الأهل إنهاء المقارنات بين الأبناء بشكل نهائي وفوري ، إذ يجب عليهم مقارنة الطفل بنفسه عبر السنوات المختلفة وليس مقارنته مع غيره بغض النظر من كانوا.
- العمل على تنمية المواهب الموجودة لدي الطفل ، وذلك يتطلب ملاحظتها أولاً، وليس فرض موهبة معينة عليه ليقوم بها ، وهذا من شأنه تقليل من الغيرة لديه.