السعادة :
هي الإحساس بالفرح والسرور وهي بحد ذاتها حالة يحكم الإنسان من خلالها بأن حياته ممتلئة بالراحة وبعيدة عن ضغوطات الحياة المختلفة.
وفي الحقيقة إنها موضوع فلسفي وإشكالي يعيشه البشر في حياتهم اليومية بشكل مستمر في محاولتهم البحث عنها بشتى الطرق والوسائل.
كثرت الدراسات الاجتماعية والنفسية حول هذا الموضوع نظراً لما يكتنفه من غموض ، وعدم دراية بجوانبه كافة.
أكد علماء النفس بأن هرمون السعادة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالألعاب الرياضية كالمشي والركض ، فهذه السلوكيات تخلص الإنسان من التعب الجسدي والنفسي وتخفض التوتر مما يحفز الجسم على افراز هرمون السعادة.
إن هرمون الدوبامين يُفرز في حالاتٍ عدة ، وقد ثبُت أنه المتحكم في سلوك الإنسان بدرجة كبيرة ، إذ يُفرز هذا الهرمون ليعطي دافعاً للشخص للقيام بفعل ما ، وتحقيق لذة معينة.
فمثلاً يتصفّح الشخص في وسائل التواصل الاجتماعي ويدمن على هذه الحال نظراً لأن جسده اعتاد أن يحصل على لذته من خلال هذا السلوك ، والغريب في هذا الأمر والخطير في نفس الوقت ، أن هرمون الدوبامين يتوقف عن الإفراز في الجسم في حال تكرر السلوك الروتيني ، لذلك ينخرط الشخص في مزيد من هذه السلوكيات كي يزيد من إفراز هذا الهرمون وبالتالي يشعر بالسعادة (أو اللذة اللحظية) وبهذا يدمن على القيام بسلوكيات غير مفيدة من أجل الحصول على هذه اللذة.
وبالطبع ينطبق ذلك على طريقة تناول المأكولات والمشروبات وخاصة الأطعمة الجاهزة ، فهي على سبيل المثال تمد الجسم بكمية هائلة من المنكهات والطعمات المختلفة والدسمة والمشبعة بالزيوت والدهون ، وبذلك لا يعود الجسم لتقبل الطعام الصحي الذي يخلو من هذه “الإضافات الكبيرة”.
أما هرمون السعادة الحقيقي فيسمى بالسيراتونين ، وهو يفرز عند انجاز شيء ما وبعد وقت طويل ، مثلاً عند التخرج من الجامعة ، أو الانتهاء من تأليف كتاب ، أو إنهاء رسمة معينة بالنسبة لرسام محترف ، أو التدرب لسنوات طويلة على العزف على آلة موسيقية معينة للحصول على اللذة الكبيرة عند اتقان العزف.
وفي واقع الأمر ، يقوم هرمون الدوبامين هنا بمهمة كبيرة جداً في تحفيز هذا الشخص ليكمل مسيرته نحو الهدف الكبير والنهائي (ولكن بشرط أن يتحكم هذا الشخص في عملية إفراز هذا الهرمون ، ولا يجعله يدمن على الإفراز عند القيام بأنشطة ضارة كمشاهدة التلفاز مثلاً والذي يضيع من تحقيق الهدف النهائي).
كما تساعد الرياضة أيضاً في شعور الإنسان بالسعادة ، ومن أهم الرياضات الروحية رياضة اليوغا ، التي قادرة على جعل الشخص أن يشعر بالاسترخاء وتخليص جسده المنهك من التعب وتحفّز هرمون السعاة ويشعر الإنسان بنوع من السلام الداخلي.
تعرضك لشمس لمدة ٤٥ دقيقه عند الصباح حصراً يحفز أيضاً هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة.
إن التفكير السلبي يستنفذ السيروتونين الموجود في الدم والأفكار الإيجابية على عكس ذلك بحيث تحفز الجسم على افراز هرمون السعادة وتعديل المزاج.
ولأن للسعادة أهمية كبيرة ، فقد قامت الولايات المتحدة الامريكية بإجراء دراسات كثيرة اجريت على ٨٠ شخص من هذا العالم ، لقياس مستوى السعادة لديهم ، وحصل المشاركون من الدنمارك على المرتبة الاولى ثم دولة سويسرا ودولة النمسا ، كأكثر الأشخاص سعادةً..
أما مصر على سبيل المثال فقد حصلت على المرتبة ١٥، وهذا يدل على الاختلاف الكبير بين الدول في معدلات السعادة لدى أفرادها ، والتي تعتمد اعتماداً كبيراً على نوعية ظروفهم ، وكيفية استجاباتهم لها ، وما هي السلوكيات التي يقومون بها ، إذ تجد أن موضوع التأمل مثلاً هو موضوع شائع في الغرب ، ولذا فإنه يساعد الكثير من الأشخاص على تصفية ذهنهم ، والرضا عن حياتهم وبالتالي شعورهم بالسعادة.