هو عبارة عن تراكم للسائل الدماغي الشوكي داخل البطينات الدماغية مما يؤدي إلى زيادة حجم هذه البطينات فيضغط على الدماغ ويسبب ارتفاع الضغط داخل القحف ، و يؤدي إلى كبر محيط الرأس والعديد من المشاكل العقلية واختلاجات عند اﻷطفال.
يتم إفراز السائل الشوكي من الضفائر المشيمية الموجودة داخل البطين الجانبي وسطح البطينين الثالث والرابع من خلال ثقبتين موجودتين في الدماغ تدعيا (لوشكا وماجندي) ، ويمتص هذا السائل في الدماغ عن طريق الزغيبات العنكبوتية حيث يبلغ اﻹنتاج اليومي من هذا السائل مايقارب نصف ليتر.
اﻷسباب :
يعود السبب الرئيسي للاستسقاء الدماغي إلى انسداد طريق جريان السائل الدماغي الشوكي في الدماغ لعدة أسباب ، مما يؤدي إلى تجمعه في المنطقة التي تسبق هذا الانسداد لعدم القدرة على تصريفه فيسبب زيادة حجم الرأس والضغط على الدماغ واﻷلياف العصبية ومن هذه اﻷسباب :
أسباب خلقية تظهر منذ الولادة بسبب حدوث خلل في الجهاز العصبي وتشوه في العمود الفقري ، ويكون سبب التشوه وجود فتحة في عظام العمود الفقري تعمل إلى خروج الحبل الشوكي من هذه الفتحة إلى خارج الجلد فيتحرك الحبل الشوكي إلى اﻷسفل ، مما يؤدي إلى هبوط المخيخ والمخ إلى اﻷسفل ويعمل ذلك الهبوط إلى انسداد في ثقبتي لوشكا وماجندي فيتراكم السائل داخل البطينات.
أسباب مكتسبة تحدث نتيجة الالتهابات التي تصيب الدماغ واﻷغشية التي تغلفه كالتهاب السحايا واﻷورام الدماغية أو نتيجة إصابات الرأس.
التعرض لجلطة دماغية أو نزيف دماغي وهذا الاستسقاء يصيب اﻷشخاص بعد الخمسين عام.
اﻷعراض :
تختلف أعراض اﻹصابة بالاستسقاء الدماغي باختلاف المراحل العمرية.
عند اﻷطفال : يظهر توتر وبروز في اليافوخ الذي يربط بين عظم الجمجمة ويكون مفتوح عند اﻷطفال ، وتضخم الرأس فيصبح أكبر من الحجم الطبيعي وتصبح فروة الرأس لامعة ورقيقة وانتفاخ الأوردة في فروة الرأس وتتوجه عيني الطفل إلى اﻷسفل حيثُ تدعى (علامة غروب الشمس) واقياءات متكررة وتشنجات وعدم الارتياح وبكاء الطفل بشكل مستمر وغير طبيعي وتأخر في النمو الجسدي والعقلي.
ومن اﻷعراض التي تحدث عند الكبار : صداع شديد ومشاكل في المشي والتوازن وضعف القدرة على التركيز والفهم وفقدان الذاكرة ورؤية مزدوجة ونعاس وخمول ، وحدوث نوبات صرعية وغثيان وإقياء وفقدان الشهية والسلس البولي في بعض اﻷحيان.
كيف يتم تشخيص الاستسقاء الدماغي :
- الفحص السريري : من خلال تقييم المريض وكشف اﻷعراض.
- الفحص العصبي : وهو تقييم مستوى الحركة وآلية عمل الحواس وحالة العضلات وفحص اﻷعصاب القحفية وفحص المنعكسات الوترية لدى الطفل.
- تصوير الدماغ : باستخدام الموجات فوق الصوتية لتشخيص هذا المرض عند الرضع والتصوير بالرنين المغناطيسي ولكن هذه التقنية تحتاج إلى تنويم عند تصوير اﻷطفال ، ﻷن هذه الصورة تتطلب عدم الحركة أثناء التصوير حيث يتم رؤية الدماغ والبطينات بشكل واضح وتوضيح سبب اﻹصابة.
- التصوير بالطبقي المحوري : تستخدم هذه الطريقة عند الحالات اﻹسعافية.
العلاج :
في حال انسداد مجرى السائل الدماغي الشوكي يعمل الجراح على إيجاد مخرج لهذا السائل وتخفيف الضغط على الدماغ من خلال تركيب شنت دماغي بريتواني ، ويتم عن طريق إجراء ثقبة في عظم الجمجمة وإدخال أنبوبة ( قثطرة بلاستيكية ) في البطين الجانبي تحت الجلد تصل عبر الرقبة والصدر وتنتهي في البطن ، حيث يتم تصريف السائل الدماغي داخل هذه اﻷنبوبة من البطين إلى البريتوان ليتم امتصاصه من خلال الغشاء البريتواني في البطن.
إذا كان هناك انسداد بالثقوب بين البطينات يقوم الطبيب بإجراء ثقب في قاعدة البطين الثالث باستخدام منظار داخلي لقاعدة البطين لتصريف السائل.
البزل القطني يتم من خلال هذا اﻹجراء سحب السائل الدماغي من بين الفقرات القطنية لتخفيف ضغط هذا السائل عن الدماغ والبطينات وفي حال عدم حدوث تحسن في المشي والتركيز بعد عملية البزل يلجأ اﻷطباء إلى تركيب شنت دماغي للمريض.