يأخذ الأوزون الصيغة الكيميائية O3، حيث ينتشر غاز الأوزون في الطبقات التي تبعد عن سطح الأرض بمسافة تتراوح ما بين ١٠_٤٠ كم وتسمى هذه الطبقة باسم طبقة الستراتوسفير.
للأوزون الموجود في هذه الطبقة دور هام جداً في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية والتي تعد ضارة جداً بالنسبة للكائنات الحية، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هناك خلل في هذه الطبقة أدى إلى كثير من المشاكل والأضرار التي سوف نتحدث عنها في هذه المقالة.
ثقب الأوزون :
عند مشاهدة الصور الفضائية الملتقطة من قبل الأقمار الصناعية لوحظ وجود ثقب في الطبقة الحاوية على الأوزون مما عمل على التقليل من الأوزون في هذه المنطقة، لوحظ وجود هذا الثقب فوق المنطقة القطبية الجنوبية حيث يظهر هذا الثقب في أشهر آب وأيلول ويتوسع أكثر في أشهر الخريف ثم ينكمش ويزول.
ما هي الأسباب التي أدت إلى نشوء هذا الثقب ؟
تعود أسباب ثقب الأوزون إلى زيادة في كمية الغازات التي تساهم في توسعه والتي نذكر منها :
مركبات الكلوروفلوروكربون :
وهي عبارة عن مركبات يدخل في تركيبها غاز الكربون وغاز الفلور وغاز الكلور، أدى زيادة انبعاث هذه المركبات إلى أضراراً كبيرة في طبقة الأوزون، حيث تستخدم هذه المركبات بشكل كبير في المجالات الطبية يتم تعقيم الأدوات بها التي يستخدمها الأطباء ، إضافة إلى استخدامها في معالجة أمراض السرطانات، ولها استخدامات أيضاً في مجالات حفظ الأغذية وتجميدها. وهناك العديد من الإجراءات التي تنص على بدء التخلص من هذه المواد التي تؤدي إلى استنفاذ الأوزون.
مركبات الهالونات :
تتمثل الهالونات بشكل أساسي في مركبات البروموفلوروكربون، حيث يستخدم ( الهالون١٢١١) بشكل كبير في طفايات الحرائق المتواجدة في المنازل والسيارات، وهناك نوع أخر هو (الهالون ١٣٠١) يستخدم هذا النوع بشكل كبير في القطاعات الصناعية والبحرية والتجارية. حيث بدأت البلاد في استبدال مركبات الهالون التي تستنزف الأوزون بمركبات أخرى لها نفس آلية العمل ولكن لا تلحق الضرر بطبقة الأوزون.
بروميد الميثيل :
تستخدم مركبات بروميد المثيل بشكل كبير من قبل المزارعين وذلك للقضاء على الآفات الحشرية التي تهدد محاصيلهم الزراعية، حيث يتمتع بروميد المثيل بفعالية كبيرة اتجاه كل من الفطريات والحشرات والقوارض فهو ينطلق على شكل أبخرة وغازات تستطيع الوصول إلى كافة مناطق التربة والنباتات للقضاء على الآفات، وتستخدم أيضاً هذه المركبات على نطاق المخازن وذلك للتخلص من كافة الحشرات المتواجدة بداخلها، ولكن تعد مركبات بروميد المثيل من المركبات التي تسبب استنزاف لغاز الأوزون الموجود في الطبيعة، لذلك أصبح من الضروري استخدام مركبات أخرى غير ضارة بطبقة الأوزون وتعمل نفس عمل بروميد المثيل.
كلوريد الميثيل :
تستخدم هذه المركبات في تنظيف المنازل والأدوات، حيث يؤدي استخدام هذه المركبات إلى إلحاق الضرر بطبقة الأوزون ولكن بنسبة أقل من الغازات سابقة الذكر.
ويمكن أيضاً أن يكون هناك عوامل بيئية طبيعية تؤدي إلى إلحاق الضرر بطبقة الأوزون مثل البراكين.
ما هي الأضرار الناجمة عن ثقب الأوزون ؟
كما ذكرنا سابقاً يتمثل دور غاز الأوزون في امتصاص الأشعة الفوق بنفسجية والتي تعد ضارة ولكن عندما يحدث خلل في نسبة الأوزون سوف يؤدي إلى دخول هذا الأشعة إلى الأرض والتي تسبب العديد من الأضرار التي نذكر منها :
- تلحق الأشعة فوق البنفسجية أضراراً كبيرة في جلد الإنسان ، حيث يكون لها دور هام جداً في الإصابة بسرطانات الجلد المختلفة.
- تسبب الأشعة فوق البنفسجية أضراراً متعددة للعين حيث تلحق الضرر بالعدسة والقرنية وتسبب إصابة العين بالعديد من الأمراض مثل مرض العمى الثلجي والذي يصيب الأشخاص الذين يتواجدون في أماكن ذات إشعاع عالي، أو الإصابة بمرض الساد أو الماء الأبيض.
- بينت العديد من الدراسات أن للأشعة فوق البنفسجية تأثيراً ضاراً على مناعة الجسم لأنها تشجع من نمو البكتريا والفيروسات التي تكون موجودة بداخل الجسم.
- للأشعة فوق البنفسجية تأثيرات ضارة على النباتات المزروعة حيث تسبب لها اضطراب في القيام بعملية التركيب الضوئي وبالتالي خلل في تركيب المواد المغذية الموجودة في النباتات مما يؤي إلى ضرر في نمو هذه النباتات والذي ينجم عنه خلل في النظام البيئي.
- تؤثر ظاهرة ثقب الأوزون أيضاً على الكائنات البحرية ويعود السبب إلى التأثير السلبي الذي تحدثه الأشعة فوق البنفسجية على العوالق النباتية الموجودة بداخل الماء والتي تعد الغذاء الأساسي للكائنات البحرية وبالتالي حدوث خلل في توازن النظام البيئي تحت الماء.
الإجراءات الواجب اتباعها للتقليل من خطر ثقب الأوزون :
- التقليل من استخدام المركبات التي تلحق الضرر في طبقة الأوزون.
- عدم استخدام المواد التنظيف التي تكون حاوية على المركبات التي تستنزف غاز الأوزون.
- التقليل من استخدام السيارات والمركبات التي تطلق العديد من الغازات التي تلحق الضرر في طبقة الأوزون.