إدارة موارد المياه الجوفية

تستخدم موارد المياه الجوفية بشكل تقليدي منذ العصور القديمة في أنحاء الأرض كلها, ويؤدي الاستثمار الجائر لموارد المياه الجوفية إلى استنزافها, وهبوط سطح الأرض في السهول الطميّة, وتداخل المياه المالحة في الطبقات الشاطئية, لذلك أصبحت إدارة موارد المياه الجوفية بشكل علمي ضرورة ملحّة.

تستخدم موارد المياه الجوفية لأهداف متعددة: ري المزروعات, وتربية الأسماك, وإذابة الثلج, وتلبية الاحتياجات الصناعية ومصدر لإمداد المدن والقرى بالمياه.

مفهوم إدارة الحوض

تشمل إدارة حوض المياه الجوفية, برنامج التطوير والاستفادة من المياه الجوفية لأغراض اقتصادية اجتماعية محددة. وهدف إدارة حوض المياه الجوفية عموماً الحصول على أكبر كمية ممكنة من المياه ذات نوعية محددة وبأقل كلفة, لأن حوض المياه الجوفية خزان جوفي طبيعي كبير, وسيؤثر استخراج المياه منه في موقع ما في موارده المتاحة في المواقع الأخرى.

المياه الجوفية مورد طبيعي متجدد, أي أن غزارة الآبار المحفورة في طبقة مياه جوفية ستستمر مع الزمن إذا حصل توازن بين المياه التي تغذي الحوض والمياه المستخرجة من الحوض بوساطة الآبار, الأمر الذي يفرض قيوداً محددة على استثمار المياه الجوفية.

تتطور الإمدادات من المياه الجوفية بحفر مجموعة آبار متباعدة في أرجاء الحوض, ثم تحفر آبار جديدة مع ازدياد الاحتياجات, وتسحب كميات إضافية من المياه الجوفية, فتزداد قابلية الحوض للتغذية الطبيعية, ومع استمرار سحب المياه الجوفية من الحوض دون خطة مدروسة لإدارتها, يحصل استنزاف موارد المياه الجوفية المتاحة كلها, وقد تحصل كارثة بيئية اجتماعية واقتصادية.

والمهمة الرئيسية لإدارة الموارد المائية هي تأمين مورد مائي دائم بتكلفة اقتصادية مقبولة, يلبّي الاحتياجات المتنامية للمياه, التي قد تشكل الموارد المائية المتجددة جزءاً صغيراً منها.

يحتاج المهندس إلى مجموعة كبيرة من المعطيات الطبوغرافية, والجيولوجية, والهيدرولوجية, والظروف البيئية, والاحتياجات المائية, والموارد المائية البديلة, ومعالجة هذه البيانات لوضع خطة إدارة الموارد المائية الجوفية المتاحة, ومن المفضل وضع خطة متكاملة لإدارة الموارد المائية السطحية والجوفية المستدامة في المنطقة.

سمات موارد المياه الجوفية واستخداماتها

استخدمت المياه الجوفية قديماً كمورد مائي رئيسي, وترتبط أهمية حوض المياه الجوفية بشكل كبير بالظروف الهيدروجيولوجية السائدة فيه, كأبعاد الحوض, وحجم التخزين فيه, والتغذية الطبيعية, وسماكة الطبقة المائية ونفوذيتها وناقليتها المائية.

وتتصف المياه الجوفية بميزات أهمها:

1- ثبات درجة الحرارة بالمقارنة مع تغيرات درجة حرارة الجو.

2- ذات نوعية مناسبة للشرب.

3- استقرار حجم الضخ المتوقع ضمن احتياطي المياه الجوفية.

4- تكاليف استخراج منخفضة, بسبب تسهيلات الضخ.

5- تفرض القوانين التشريعية, ومعايير الملكية على مستثمري المياه الجوفية.

خطط وسياسات إدارة المياه الجوفية

تشكل الأمطار أحد عناصر الدورة الهيدرولوجية في الطبيعة, وهي المصدر الرئيسي لتغذية المياه الجوفية. استخدم الإنسان المياه الجوفية منذ القدم كمورد للمياه, لكن سطح المياه الجوفية انخفض حالياً, وهبط سطح الأرض, وتداخلت المياه المالحة في المناطق الساحلية, وتردّت نوعية المياه الجوفية.

بسبب الاستثمار الجائر لها, الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل اقتصادية اجتماعية مع تقدم تكنولوجيا حفر الآبار والضخ الزائد, فتحدث المشاكل كنتيجة للزيادة السريعة في استخدام موارد المياه في البلدان المتطورة, كما تحصل حالياً المشاكل نفسها في البلدان النامية, فمنذ تسعينيات القرن العشرين أصبح تلوث المياه الجوفية والتربة مشكلة كبيرة في البلدان المتطورة نتيجة التصنيع.

إن الإدارة الكمية والنوعية ضرورية في مواجهة المشاكل الحالية, لضمان الاستفادة المستدامة من المياه الجوفية, وهناك حاجة ملحّة لسياسات إدارة متكاملة لحوض المياه الجوفية, ووضع خطط توجّه الإدارة في مجالات موارد المياه الجوفية ونوعيتها وبيئتها.

يتركز الاهتمام بموارد المياه الجوفية في تغذيتها وتخزينها, وتقدير كمية الضخ المسموح منها بالعلاقة مع أبعاد الحوض, ويرتبط تحديد كمية الضخ المسموح في كل منطقة بمستوى المياه الجوفية.

ويحتاج الحفاظ على نوعية المياه الجوفية حسب معايير نوعية المياه, إلى سياسات سليمة لحماية بيئة المياه الجوفية, كجفاف الينابيع والبرك التي تتغذى من المياه الجوفية.